صوت کوردستان – محمد حسين المياحي:
الضجة التي أثارها النظام الايراني عشية الانتخابات الرئاسية والتي لم يخف على المراقبين والمحللين السياسيين من إنها کانت تسهدف التغطية على أمرين؛ الاول فقدان خامنئي بشکل خاص والنظام بشکل عام لإبراهيم الرئيسي والذي کان بمثابة ضربة کبيرة غير متوقعة للنظام، أما الثاني فهو التغطية على الاوضاع المختلفة في إيران والتي طفقت تتفاقم بصورة متسارعة بحيث إن النظام لايتمکن من مجاراتها والحد من تأثيراتها السلبية على النظام.
اليوم، وبعد أن إنتهت هذه الانتخابات وتم الاعلان عن فوز مسعود بزشکيان، فإن تلك الضجة المفتعلة وتلك التغطية التي کانت تسعى لحرف الانظار عن الحقيقة السلبية في إيران، قد تبددت وإنتهت وصار النظام وجها لوجه أمام الاوضاع السلبية التي تطحنه وأمام شعب رافض له ومعارضة نشيطة لاتکل ولاتمل من مواصلة نضالها ومواجهتها ضد النظام حتى إسقاطه، هذه المعارضة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق ومن خلال وحدات المقاومة التابعة لها في سائر أرجاء إيران، صارت تشکل أکبر تهديد جدي يحدق بهذا النظام وعلى الرغم من مختلف المساعي والجهود التي بذلها ويبذلها النظام من أجل وضع حد لدور ونشاطات هذه الوحدات وکذلك دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق، لکن الذي يبدو واضحا هو إنه لايحصد سوى الفشل والخيبة ولاسيما وإن دور ونشاطات وحدات المقاومة باتت تغطي سائر أرجاء إيران وتتزايد يوما بعد يوم.
النظام وفي خضم الاستعدادات الجارية من أجل تنصيب بزشکيان، فإن الذي لفت النظر أکثر هو إنه وبفعل الاوضاع السلبية المتفاقمة فإن الصراعات والاختلافات في النظام بدأت تظهر للعلن أکثر من أي وقت مضى وهو مايدل على إن النظام وبعد فقدانه لرئيسي، لم يتمکن من ملأ الفراغ الکبير الذي ترکه في النظام ولذلك فقد بدأ صراع الذئاب والعقارب في داخل النظام يتصاعد لأن الجميع يعلمون بأن الاوضاع غير مستقرة وإن إيران مقبلة على مرحلة يمکن إعتبارها منعطفا حاسما لايبدو إن النظام بمقدروه الخروج منها سالما.
التصريحات والمواقف المتناقضة لبزشکيان والتصريحات المضادة الصادرة ضده من قبل أوساط وشخصيات من داخل النظام ولاسيما تلك التابعة لخامنئي، تشير الى إن النظام مقبل على الدخول في معترك جديد سيواجه خلاله کما جديدا من المشاکل والازمات والاوضاع الصعبة وبدلا من أن يجد حلولا ومعالجات لکل ذلك فإنه يقوم بإضافة المزيد لها وهو الذي سيضاعف من مشاعر اليأس والجزع لدى هذا النظام وفي نفس الوقت سيزيد ويرفع من معنويات الشعب الايراني بخصوص حتمية التغيير وحتمية ذهاب هذا النظام الى حيث ذهب سلفه نظام الشاه!