موقع المجلس:
بسبب الفساد المنظم والتوزيع غير المتكافئ للموارد تحت حکم نظام الملالي قد اشتد و توسع الفقر في المجتمع ، ورسم مستقبلاً مقلقاً لاقتصاد إيران.
كما تسببت الحاجة المالية حسب تقارير صحف مختلفة إلى زيادة السرقات وبيع الأعضاء البشرية. هذه الشهادات تظهر شدة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الفساد الواسع في إيران. في النهاية، هذا الفساد المنظم والتوزيع غير المتكافئ للموارد
قد افرق مائدة کثیر من المواطنین من الموارد الضروریة.
و للمثال، لقد اُظهرت التقارير الأخيرة عن أسعار الفاكهة في السوق اليومية في إيران أن العامل يجب أن يضحي براتب يومين إلى ثلاثة أيام لشراء أربع كيلوغرامات فقط من فاكهة الصيف. يستند هذا التقدير إلى الأسعار في أسواق الفواكه والخضروات؛ إذ تكون الأسعار في محلات الفاكهة في المدينة أعلى من ذلك.
ووفقاً لمركز الإحصاء الإيراني، شهد شهر يونيو/حزيران تضخماً قياسياً لجميع أنواع الفواكه، حيث تصاعدت الأسعار بشكل غير مسبوق خلال الربيع واستمر هذا التصاعد حتى الصيف.ونشرت وكالة أنباء “إيلنا” الحكومية يوم الثلاثاء 9 يوليو/تموز تقريراً بعنوان “سلة الأب تفتقر إلى الثمار”، سلطت فيه الضوء على تأثير ارتفاع أسعار الفاكهة. وجاء في التقرير أن “فواكه الصيف غائبة عن سلال التسوق للأسر ذات الدخل المنخفض”.
وتشير التقارير الحالية إلى أن سعر كيلو التين الأسود يبلغ 298 ألف تومان، والبرقوق الأصفر أو الأسود يتراوح سعره من 98 ألف إلى 120 ألف تومان للكيلو الواحد، والعنب الأصغري يتراوح سعره من 118 ألف إلى 198 ألف تومان للكيلو. بالإضافة إلى ذلك، يتراوح سعر التفاح الوردي من 75 ألف إلى 148 ألف تومان للكيلو، والكرز بسعر 148 ألف إلى 168 ألف تومان للكيلو.
ويبلغ سعر كيلو الفراولة 188 ألف تومان، والمشمش من 68 ألف إلى 198 ألف تومان، والخوخ من 55 ألف إلى 98 ألف تومان، والكمثرى 400 ألف تومان، والنكتارين من 71 ألف إلى 98 ألف تومان، والكرز الحامض ما بين 79 ألف إلى 125 ألف تومان للكيلو الواحد.
وفي سوق الفواكه الطازجة، يتراوح سعر كيلو البطيخ ما بين 15 ألف إلى 22 ألف تومان، في حين يصل سعر البطيخ إلى 49 ألف تومان للكيلو الواحد.
وتكون الفواكه المستوردة باهظة الثمن، حيث يتراوح سعر كيلو الموز من 75 ألف إلى 89 ألف تومان، والمانجو من 115 ألف إلى 198 ألف تومان، و200 جرام من التوت الأزرق تباع بـ 130 ألف إلى 300 ألف تومان.
وتسلط هذه الأسعار الضوء على الضغوط المالية على العمال، وخاصة أولئك الذين يحصلون على الحد الأدنى للأجور. أصبحت فواكه الصيف رفاهية في متناول الأثرياء والطبقة العليا فقط.
بالنسبة لعام 2024، يبلغ الراتب اليومي للعامل ذي الحد الأدنى للأجور 238 ألف تومان، ومع جميع المزايا المتضمنة، فإنه بالكاد يصل إلى 250 ألف تومان. إذا أراد عامل الحد الأدنى للأجور شراء سلة صغيرة تحتوي على كيلو واحد من التين والخوخ الأصفر والكرز والعنب لأطفاله، فسيتعين عليه دفع ما لا يقل عن 662 ألف تومان، وهو ما يعادل 2.6 ضعف راتبه اليومي، حتى لو كان يشتري من أرخص الأسواق.
وفي الواقع، يجب على العامل الإيراني الذي يتقاضى الحد الأدنى للأجور أن يعمل 2.6 يوم دون شراء أي شيء آخر ليتمكن من شراء أربع كيلوغرامات من الفاكهة الصيفية بأقل الأسعار المتاحة.
وأفاد الناشطون العماليون أن وضع العمال تدهور مقارنة بالسنوات السابقة. وهذه المشكلة مثيرة للقلق بشكل خاص بالنسبة للعاملين الموسميين وعمال الأجر اليومي، الذين يعملون في كثير من الأحيان لعدد محدود من الأيام في الأسبوع أو الشهر.
وأشار حسن عزتي، رئيس نقابة عمال البناء في بانه في إقليم كردستان، إلى أن عامل البناء بالأجر اليومي نادراً ما يتمكن من العثور على عمل لأكثر من يومين في الأسبوع، حيث يكسب ما مجموعه 1.2 مليون إلى 1.3 مليون تومان لهذين اليومين.
وأعرب الناشط العمالي فرمز توفيقي عن قلقه من الارتفاع الكبير في الأسعار، مشيراً إلى أن إزالة الفواكه والخضروات من سلة التسوق اليومية يعرض صحة الطبقة العاملة للخطر. وأوضح أن الأسر ذات الدخل المنخفض تشتري بشكل متزايد سلعا أرخص، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية وعقلية.
وتخصص شرائح المجتمع ذات الدخل المنخفض، التي تتكون في الغالب من العمال ذوي الأجور المنخفضة، جزءاً كبيراً من دخلها المحدود للإيجار، مما يزيد من تقليص قوتها الشرائية للسلع الأساسية والصالحة للأكل.
وذكرت صحيفة اعتماد مؤخراً، نقلاً عن بيانات رسمية، أن متوسط سعر السكن في العاصمة وصل في يونيو/حزيران الماضي إلى 86 مليون تومان للمتر المربع، بزيادة قدرها أربعة ملايين تومان عن الشهرين السابقين. كما ارتفعت أسعار الإيجارات أيضاً، حيث أصبحت أكثر تكلفة بنسبة 42% هذا الربيع. ونتيجة لذلك، تجد العديد من الأسر أنه من المستحيل توفير سلة غذائية ذات جودة قياسية.