موقع المجلس:
في هذه الحلقة من بودکاست، يستضيف ضياء قدور الأستاذ نزار جاف، الكاتب والباحث العراقي، للحديث عن فعاليات “إيران الحرة” السنوية التي تنظمها المقاومة الإيرانية. تبدأ هذه الفعاليات في شهري يونيو ويوليو من كل عام منذ عام 2004، وتهدف إلى إحياء ذكرى الشهداء والمعتقلين السياسيين، وكذلك إحياء ذكرى الهجوم على مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 17 يونيو 2003.
يتحدث الأستاذ نزار جاف عن بداية تعرفه على المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية و منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في أوائل الألفية الجديدة، حيث كان الإيرانيون في مخيم أشرف بالعراق. كتب نزار العديد من التقارير الصحفية عن الواقع المرير الذي واجهه الإيرانيون هناك وعن النفوذ الإيراني في العراق. يذكر نزار أنه كان يبحث عن منظمة مجاهدي خلق بسبب تميزها كتنظيم سياسي وفكري مختلف عن التنظيمات الأخرى، ولها تاريخ طويل في مقاومة الشاه والديكتاتورية الدينية.
يوضح نزار أن منظمة مجاهدي خلق كانت صاحبة الفكرة الأساسية في الدعوة إلى تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في عام 1981. هذا المجلس لعب دورًا كبيرًا في جمع وتحشيد الشعب الإيراني لمواجهة الديكتاتورية الدينية. يؤكد نزار أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لديه برنامج سياسي واضح يمثل الحكومة المستقبلية لإيران، ويعكس تطلعات الشعب الإيراني نحو الحرية والديمقراطية.
ويناقش ضياء قدور مع الأستاذ نزار جاف حول أهمية التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية تحت عنوان “إيران الحرة”، ويشير نزار جاف قائلًا إلى أنه حضر معظم هذه التجمعات السنوية، ويلاحظ أن هذه الفعاليات شهدت تطوراً ملحوظاً على مدار السنوات. يذكر مثالاً على ذلك تجمع عام 2018 الذي حضره حوالي مئة ألف شخص، وهو العام الذي كان مقرراً فيه استهداف التجمع بعملية إرهابية من قبل النظام الإيراني.
ويبرز جاف أن هذه التجمعات ليست مهمة فقط للشعب الإيراني، بل لها تأثير كبير على المستوى الدولي، حيث تساهم في فضح جرائم النظام الإيراني وكسب دعم دولي لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية.
وحدات المقاومة ومساهمتها
ويتحدث جاف أيضاً عن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، ويصفها بأنها نمط نضالي جديد ومبتكر. يوضح أن وحدات المقاومة تلعب دوراً مهماً في مواجهة الديكتاتورية الدينية في إيران، ولها أساليب متعددة تشمل العمل التعبوي والثوري، حيث تنفذ عمليات ضد مؤسسات النظام الإيراني.
ويوضح جاف أن مشاركة وحدات المقاومة في التجمعات السنوية ليست فقط لإظهار التضامن مع الشعب الإيراني، بل أيضاً لإرسال رسالة قوية لمؤيدي القضية الإيرانية حول العالم. وحدات المقاومة تمثل “اليد الضاربة” للشعب الإيراني ضد النظام الحاكم، وتنفذ عمليات متعددة رغم القمع الشديد من قبل النظام.
تأثير النشاطات والعمليات
وفي الجزء الأخير من الحلقة، يناقش ضياء قدور مع الأستاذ نزار جاف شخصية السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وخطتها المكونة من عشرة نقاط لإيران الحرة. يُسأل جاف عن رأيه في خطتها وعن أهمية وجودها كقائدة للمعارضة الإيرانية.
نزار جاف يعبر عن إعجابه بخطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر، والتي يراها كخارطة طريق واضحة المعالم لإيران ما بعد سقوط نظام الملالي. هذه الخطة تشمل قضايا معقدة مثل القومية، حقوق المرأة، حقوق الإنسان، وإيران غير نووية. يوضح جاف أن هذه الخطة تحظى بتقدير واسع من الساسة والمفكرين والشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية على المستوى الدولي، بما في ذلك المحافل البرلمانية.
أهمية وجود مريم رجوي كقائدة
ويشير جاف إلى أن وجود مريم رجوي على رأس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يعتبر خطوة إيجابية، خاصة وأنها تمثل أكبر حركة معارضة إيرانية. يعبر عن أن النظام الإيراني هو نظام معاد للمرأة، وهو ما يجعل من وجود رجوي كقائدة نسائية رمزاً قوياً لمناهضة هذا النظام.
الانتفاضة الأخيرة ودور المرأة
ويناقش جاف الانتفاضة الأخيرة التي اندلعت في سبتمبر على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني بسبب قضية الحجاب السيء. يوضح أن مقتل أميني كان الشرارة التي أشعلت الغضب الكامن في الشعب الإيراني ضد النظام. يبرز جاف أن الشعب الإيراني ممتلئ بالغضب على النظام، ووصفه ببرميل بارود.