صوت العراق – محمد حسين المياحي:
في خضم المشاکل والازمات الحادة التي يعاني النظام الايراني من جرائها الامرين ولاسيما بعد مصرع ابراهيم رئيسي والذي کان بمثابة خسارة لايمکن للنظام تعويضها أبدا، فإن هذا النظام يشعر بقلق شديد من جراء تقاير الانباء بشأن عزم ألمانيا والعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إدراج قوات حرس النظام الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي، نقلا عن حكم محكمة دوسلدورف الألمانية.
هذا القلق الشديد قد جاء على أثر ماقد ذکرته وكالة الأنباء الألمانية الرسمية – DPA، يوم الاثنين 27 مایو، بناء على معلومات تم الحصول عليها من الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن الخدمة القانونية لمجلس أوروبا أكدت أن الحكم الذي أصدرته محكمة دوسلدورف في ديسمبر الماضي من شأنه أن یکفی لإضافة اسم قوات الحرس إلى قائمة الإرهاب للاتحاد الأوروبي.
النظام الايراني ولاسيما بعد تورطه في إثارة الحرب المدمرة في غزة وردود الفعل الدولية العنيفة التي واجهها بسبب من دوره بهذا الصدد وسعيه من أجل إستغلال هذه الحرب وتداعياته في سبيل أهداف داخلية وخارجية مشبوهة خاصة به فإنه وخلال الاسابيع الاخيرة التي سبقت مصرع رئيسي ووزير خارجيته أمير عبداللهيان، کان في خضم تحرکات سياسية ودبلوماسية من أجل الإيحاء بکونه نظام يحرص على الامن والاستقرار في المنطقة ويعمل من أجل ذلك، لکن عزم ألمانيا ودول أوربية على إتخاذ قرار إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب قد خيب آمال النظام ووضعه أمام منعطف بالغ الخطورة.
وقد صدر هذا الحكم من قبل محکمة دسلدورف، بعد هجوم على كنيس يهودي في مدينة بوخوم، أدى إلى الحكم بالسجن لمدة عامين وتسعة أشهر على مواطن ألماني من أصل إيراني. وأعلنت محكمة دوسلدورف أنه تم تعيينه من قبل شخص في إيران يدعى “رامين يكتابرست” لهذا الهجوم. وبحسب مسؤولين أمنيين في ألمانيا، فإن يكتابرست كان زعيم عصابة إجرامية وكان يتعاون مع قوات الحرس.
مشکلة النظام الايراني الکبيرة جدا في حال صدور هکذا قرار من جانب دول أوربية کان النظام ينتظر أن يجعل منها وسيلة من أجل التخفيف من العقوبات الدولية ولاسيما الامريکية منها، تأتي من إن الحرس الثوري يسيطر على أکثر من 60% من الاقتصاد الايراني وهذا مايزيد الطين بلة ويعمق أکثر من الازمة الاقتصادية المستفحلة والحادة أساسا، والاهم من ذلك بل وحتى مصدر الخوف الاساسي للنظام من صدور هکذا قرار ضده، يأتي لأن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية(المعارضة الايرانية الرئيسية والفعالة والتي تعتبر بديلا له)، کان قد شدد ولاسيما خلال الاعوام الاخيرة عموما وبعد سلسلة الحروب التي أثارها في المنطقة خصوصا، على ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي ولاسيما الدول الغربية لإدراج جهاز الحرس الثوري المصدر والممول للنشاطات الارهابية في العالم في قائمة الارهاب، ومصدر خوف النظام هو إن هکذا قرار سينعکس سلبا عليه ولاسيما من حيث تأثيراته المعنوية على الشعب الايراني وتسليط الاضواء أکثر على الدور والنشاط الفعال للمقاومة الايرانية.