موقع المجلس:
قام شباب شيراز، في عمل جريء من التحدي، باستهداف مركز محافظة فارس في جنوب إيران، و بإشعال النار في مبنى لجنة خميني للإغاثة. تُعتبر هذه المؤسسة، التي أنشئت ظاهريًا لتقديم المساعدة للمحتاجين، واحدة من أكبر مراكز الفساد في إيران. وتتمثل مهمتها، المعروفة حتى خارج حدود إيران، في تحديد واستغلال الأفراد الضعفاء، وإخضاعهم لأنشطة إرهابية ونشر الأيديولوجيات الرجعية.
وكان هذا التحدي الذي قام به شباب الانتفاضة بمثابة رد مباشر على عنف النظام المستمر ضد العتالين – وهم أفراد فقراء من المناطق الكردية يحملون البضائع عبر الأراضي الوعرة في ظروف قاسية لكسب لقمة العيش. وكانت هناك حالات عديدة لإطلاق النار التعسفي من قبل قوات الأمن التي استهدفت هؤلاء العتالين في المناطق الحدودية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وفي الأسابيع الأخيرة، قُتل العديد من العتالين على يد حرس النظام الإيراني.
ويشير مصطلح “عتالة” أو “كولبر”، الذي يستخدمه السكان المحليون في المناطق الكردية في إيران، إلى العمال الذين يخاطرون بحياتهم في نقل البضائع على ظهورهم عبر الحدود للحصول على دخل زهيد. وفي مواجهة البطالة واليأس والأجور المنخفضة، يلجأ هؤلاء العتالون، خاصة في أذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه وسيستان وبلوشستان، إلى المعابر الحدودية غير القانونية لنقل البضائع.
وتتنوع البضائع المهربة بين أجهزة التلفاز والملابس والسجائر والإطارات، وكلها تتهرب من الرسوم الجمركية. يحمل الحمالون هذه الأحمال الثقيلة على ظهورهم عبر المناطق الحدودية الوعرة للوصول إلى البلدات والقرى الحدودية. وتنتشر هذه المهنة المحفوفة بالمخاطر في المحافظات الحدودية وتعتبر من أخطر المهن في إيران.
ويأتي العتالون من خلفيات وأعمار متنوعة، بدءًا من المراهقين وحتى الأفراد في الستينيات من عمرهم. ومن المؤسف أن الكثيرين فقدوا حياتهم في هذا النوع من العمل الخطير. ووفقاً لوكالات الأنباء المحلية، توفي العديد من العتالين من مدينتي بانه ومريوان في مايو/أيار، مما يسلط الضوء على المخاطر المستمرة التي يواجهها هؤلاء العمال.