كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» في عددها الصادر يوم الأربعاء السادس عشر من كانون الثاني الجاري تقول: في الوقت الذي تعمل فيه معظم دول العالم على تأليف جبهة موحدة ضد النظام الإيراني بسبب مشروعه النووي فإن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعدّ زيارة لوزير خارجيته إلى طهران ليناقش هناك حول موضوع فرعي. ولكن شيراك هرع إلى ألغاء هذه الزيارة. وفي ذلك قال مسؤولون فرنسيون كبار: إن مشاكل شيراك ناجمة عن رغبته الشديدة في المساهمة في حل الأزمة اللبنانية قبل انتهاء ولايته. فقرر شيراك أن يعمل على كسب ودّ النظام الإيراني لأن الأخير ومعه سورية يساندان حزب الله. وقال مسؤول آخر إن شيراك قرر إيفاد وزير خارجيته فيليب دوست بلازي إلى طهران، ولكنه ألغى هذه الزيارة قبل يومين من إجرائها.
فكان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ومسؤولون كبار في وزارة الخارجية الفرنسية يرون أن هذه الزيارة ستبوء بالفشل وسترسل إشارة خاطئة إلى النظام الإيراني في الوقت الذي لا تمر على فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات عليه إلا بضعة أسابيع.
وأضافت الصحيفة تقول: «عند ما كان دوست بلازي يزور كلاً من مصر والعربية السعودية أخبره وزيرا خارجية كلا البلدين بأنهما يعارضان بقوة زيارته إلى طهران. وحتى تحدث معه وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل بلهجة شديدة وباستخدام عبارات حادّة عند استقباله دوست بلازي ليمنعه من زيارة طهران.
ونقل مصدر مطلع على ما دار خلال هذه المحادثات عن سعود الفيصل قوله لوزير الخارجية الفرنسية: «أقول لك إن عليك أن لا تزور طهران». وأضافت صحيفة «نيويورك تايمز» قائلة: إن استفن هدلي مستشار الأمن القومي الأمريكي احتج على جان ديفيد لويت السفير الفرنسي في واشنطن بسبب هذا القرار، لأنه وإثر محادثات جرت بين نيكولاس برنز وكيل وزارة الخارجية الأمريكية في الشؤون السياسية وكريج استابلتون السفير الأمريكي في فرنسا طمأنت وزارة الخارجية الفرنسية الإدارة الأمريكية بأنها سوف تسعى جاهدة لمنع زيارة دوست بلازي إلى طهران. وبدورها أعربت طهران رسميًا عن انزعاجها من إلغاء هذه الزيارة.
وتابعت النيويورك تايمز تقول: إن أسلوب تعامل فرنسا مع النظام الإيراني يبرز الفوضى في السياسة الخارجية الفرنسية في نهايات الولاية الثانية للرئيس شيراك. وكان ماريس غوردو مونتاين مستشار الأمن القومي الفرنسي هو الذي قام بالتخطيط لزيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى طهران. فعند لقائه بمنوتشهر متكي وزير خارجية النظام الإيراني على هامش مؤتمر البحرين اقترح متكي أن يجري لقاء بدوست بلازي في طهران. ومن جهته أجرى دوست بلازي في العام الماضي لقاءين مع متكي في لبنان وفي مقر الأمم المتحدة حيث قال دوست بلازي لا يمكن أن يلتقي بمتكي في طهران خاصة بعد أن قيل له إن متكي هو الذي افتتح مؤتمر إنكار هولوكاست المنعقد في طهران وهو المؤتمر الذي أدين في العالم أجمع.