موقع المجلس:
من أكثر الأحداث المؤثرة واللافتة في هلاك رئيسي السفاح، هو انفجار الفرحة والسعادة بين المواطنين في جميع أنحاء إيران عقب نشر هذا الخبر.
وعبر المواطنون وخاصة المناضلون ومحبو الحرية عن فرحتهم بمجرد سماع الخبر. ووزعت الأمهات الكثالى وأفراد عوائل الشهداء وكل ثاكل فقد فلذة كبده، وعرفانًا بهلاك سفاح مجزرة صیف عام 1988، الحلويات وهنأوا بعضهم البعض.
وكان هذا الفرح الشامل والسريع يذكرنا بالفرح والحماس العام عندما تلقى سفاح إيفين لاجوردي مصاص الدماء جزاءه. حيث كانت الفرحة الوطنية بعد عقوبة السفاح لاجوردي هي انفجار الكراهية الوطنية والعامة تجاه جرائم سفاح إيفين وعمليات التعذيب والإعدام رميًا بالرصاص التي استهدفت مجاهدي خلق ومناضلي درب الحرية في أوائل الثمانينات من القرن الماضي.
وبنفس الطريقة، كانت الفرحة الواسعة بهلاك رئيسي أيضًا رمزًا ومظهرًا للكراهية الشديدة لسفاح مجزرة 1988 حيث كان عضوًا في لجنة الموت لتنفيذ أمر خميني اللعين بقتل جميع مجاهدي خلق الثابتين على مبادئهم في السجون، وذلك هي الجريمة الكبرى التي تتواصل مقاضاة المتورطين بسفك دماء الشهداء التي سقطوا خلالها حتى إسقاط نظام السفاحين.
وبسبب همجيته في هذه الجريمة الكبرى، كان رئيسي السفاح تحت عناية خاصة من قبل خميني وهو كان يعطيه أوامر خاصة بالقتل. كما عين خامنئي رئيسي لمنصب رئاسة الجمهورية للتأكد من تحكيم سلطة الجلادين.
ولهذا السبب بالذات، أثار خبر هلاك سفاح مجزرة 1988، موجة من الفرح والابتهاج في جانب المظلومين وجميع أفراد العوائل والأقارب لـ30 ألف وردة حمراء سقطوا في مجزرة 1988. وهي عبارة عن لحظة ذات معنى أظهرت كيف أن أبناء عموم إيران، الذين يحملون جروحًا في قلوبهم من نظام الجلادين والسفاحين والنهابين، ينتظرون بفارغ الصبر ولحظة بلحظة، سقوط هذا النظام وهلاك قادته.
الفرحة بهلاك سفاح مجزرة 1988 لم تقتصر على إيران فقط، بل على الإيرانيين المنفيين في مدن مختلفة من العالم، في مدن مختلفة من سوريا والعراق، وحتى في غزة المنكوبة، قام أناس يعانون من خيانة وإجرام نظام الملالي وهم سعداء وفرحين بهلاك كبير الجلادين بتوزيع الحلوى. وتكشف هذه المشاهد عن النظام المعادي للإنسان والدجال الذي يريد التظاهر بأنه يحظى بدعم الشعب في إيران والمنطقة من خلال الدعايات التي تصل عنان السماء!
والآن وبهذه المشاهد، يمكن للعالم كله أن يرى مدى كراهية الناس لدكتاتورية الملالي. علاوة على ذلك، أكد بعض أعضاء البرلمانات والسياسيين في مختلف دول العالم على هذه الحقيقة وطالبوا الحكومات بوضع حد لسياسة الاسترضاء المشينة مع هذا النظام الذي يكرهه الشعب الإيراني بشدة.
ومثال على ذلك، كتبت السيدة جوانا كوتار عضوة البرلمان الاتحادي الألماني، في حسابها على منصة X احتجاجًا على رسالة التعزية التي أرسلها الاتحاد الأوروبي: “لقد قُتل قاتل ومتورط في المجزرة، والشعب المضطهد في إيران يحتفل والاتحاد الأوروبي يعزي. وهذا لم يعد مفهومًا لأحد. يجب أن يرحل مثل هذا الاتحاد الأوروبي، ويجب إنشاء طريقة عمل جديدة تمامًا، عار عليكم!”
نعم، الفرحة الوطنية للشعب الإيراني جعلت المتلاعبين بالسياسية ممن قدموا التعازي بهلاك سفاح الشعب الإيراني وشعوب المنطقة يشعرون بالعار، كما قال المتحدث باسم منظمة مجاهدي خلق: “إن تقديم العزاء لخامنئي الضحاك لموت سفاح مجزرة 1988، من جانب أي شخص وفي أي منصب أو لباس، هو مشين ومثير للعار ودوس لدماء الشهداء ويجعل النظام أكثر تغطرسًا في القمع والإعدام والمجازر.”