الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
منذ الايام الاولى لتأسيس نظام الملالي في إيران، فقد کان واضحا بأنه نظام ثيوقراطي واضح المعالم ويسعى لإدامة النهج الدکتاتوري لسلفه نظام الشاه ولکن في شکل ونهج متباين، ولذلك فإن قيامه بتصفية المعارضين أو إقصائهم بمختلف الطرق، کان بمثابة البداية العملية والفعلية لذلك ولاسيما بعد أن کشف النظام عن وجهه القمعي الاستبدادي البشع في المحاکم الصورية التي شکلها من أجل محاکمة حملة الفکر الانساني والوطني الاصيل وتنفيذ حملات إعدامات بربرية بحقهم دونما شفقة، والتي کانت أجلى صورها في محاکمات السجناء السياسيين عام 1988، والتي أعقبتها تلك المجزرة المروعة بحق 30 ألف سجين سياسي کان أکثر من 90% منهم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق الایرانیة.
هذا العداء والحقد غير العادي أبدا ضد منظمة مجاهدي خلق والتعطش لدماء مجاهديها، إنما کان لأن خميني وبکل ماکان يمتلك من جبروت وطغيان لم يتمکن من القضاء على المنظمة وإنهاء دورها، وأصل هذا العداء والحقد يعود بالطبيعة لأن لهذه المنظمة شعبية کبيرة جدا بين أوساط الشعب الايراني وإنها کانت ولازالت وستبقى أکثر قوة سياسية مناهضة ورافضة للدکتاتورية تحت أية تسمية أو غطاء کانت، ومن هنا وبعد أن فشل خميني فشلا ذريعا في القضاء على مجاهدي خلق وبقيت شوکة تدمي عيون النظام، فإن خميني ونظامه ومن أجل أن يبعدون الانظار عن دور ونشاط هذه المنظمة ويغطون عليها، فقد جعلوا القضية الفلسطينية ومسألة القدس ستارا لهم بهذا السياق.
السٶال الذي يجب طرحه دائما والتفکير فيه بعمق هو: مالذي قدمه خميني ونظامه للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ولمدينة القدس على مر ال45 عاما الماضية غير المزيد من المصائب والمزيد من المآسي وزرع الانشقاق في الصف الفلسطيني؟ هل قدم النظام الايراني حلولا مجدية على الارض وهل قام بتحسين أوضاع الشعب الفلسطيني ومنع عنه الشر والبلاء؟ من الواضح جدا إن الاجابة بالنفي القاطع لأن هذا النظام أراد ويريد من القضية الفلسطيني ومن مسألة القدس، مجرد غطاء على الوجه القبيح لنظامهم وصرف النظر عن الدور والنشاط الوطني التحرري لمنظمة مجاهدي خلق ضدهم، وحتى إنه وفي خطابه العلني في عام 1979، أكد مؤسس النظام خميني أن عدو نظام الملالي لا يكمن في الولايات المتحدة أو إسرائيل أو الاتحاد السوفيتي، بل يتجلى هنا في طهران، وهو إشارة واضحة إلى منظمة مجاهدي خلق والشعب الإيراني. وهذا بحد ذاته أثبت بمنتهى الوضوح ما قد مثلته منظمة مجاهدي خلق من مشکلة لهذا النظام ومن إنها کانت ولازالت العدو الاول والاهم والاخطر بالنسبة لنظام الملالي والاهم من ذلك إنها لن تتخلى عن دورها ونشاطها حتى إسقاط هذا النظام!