صوت العراق – محمد حسين المياحي:
إنزاحت کافة الاقنعة عن وجه النظام الايراني وتبددت کافة الاعذار والمزاعم المختلفة بشأن عدم علاقته بالحروب والازمات المثارة في بلدان المنطقة وعدم قيامه عن طريق وکلائه بإستخدامها من أجل تحقيق أهدافه ومراميه في إيران والمنطقة، ولم يعد بإمکان هذا النظام التنصل من دوره المشبوه المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة وذلك بعد دوره المريب في إثارة الحرب المدمرة في غزة وماقد تداعى ويتداعى عنها لحد الان.
سعي النظام الايراني من أجل فرض وصايته على بلدان المنطقة وجعل نفوذه وهيمنته عليها بمثابة أمر واقع، دفعته ليدل في مسارات وفي أمور ساهمت في تعقيد الاوضاع ورفع درجة التوتر في المنطقة وإيصالها الى منعطف بالغ الخطورة، وإن ماقد قام ويقوم به من أجل توظيف القضية الفلسطينية وإستغلالها کورقة من أجل ضمان بقائه ودرء التهديدات المحدقة به بإثارة الحرب في غزة بطريقة غير مباشرة وتوجيه وکلائه في العراق ولبنان واليمن وسوريا للتدخل بطريقة وأخرى بهذه الحرب، ولکن الصبر الاقليمي والعالمي على هذا التلاعب والعبث الخبيث بالامن في المنطقة وإستغلال القضية الفلسطينية قد ضاق ذرعا ولذلك فإن اللعب صار على المکشوف وخصوصا عندما وجد النظام الايراني نفسه وبعد طول لعب في الخفاء وخلف الستارة الى البروز للساحة مجبرا بعد حادثة الهجوم على قنصليته في دمشق، وهو حاصل تحصيل کان يجب أن يجري هکذا لأن اسلوبه المشبوه والذي صار ماسخا وممجوجا من کثرة التکرار، لم يعد ينطلي على أحد خصوصا وإن الجميع يعلمون بأنه کان ولازال وسيبقى العامل والسبب الرئيسي في إثارة الحروب والازمات في المنطقة طالما کان باقيا في الحکم.
الاعلام العالمي صار يتحدث عن هذا الدور المشبوه وخطورته وبهذا الصدد فقد كتبت صحيفة وول ستريت جورنال (14 أبريل): “أطلق النظام في طهران أكثر من 170 طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات و 120 صاروخا باليستيا وحوالي 30 صاروخ كروز. كان من الممكن أن يسبب دمارا هائلا. ومع ذلك، تم اعتراضهم جميعا تقريبا. لقد بدأ النظام الإيراني مرحلة جديدة”، والمرحلة الجديدة التي تتحدث عنها الصحيفة إن النظام وبعد طول اللعب في الخفاء وإثارة الحروب والازمات من خلف الستار، قد تم دفعه للواجهة وجعله مجبرا على أن يواجه نتائج ماقد قام بزرعه طوال العقود الاربعة الماضية.
ومن المهم هنا الانتباه للرسالة التي نشرها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق على منصة X، والتي قال فيها:” لقد ارتكب النظام الإيراني خطأ كبيرا. على مدى السنوات ال 30 الماضية، دمر النظام المنطقة من خلال وكلائه. وكان خطأنا الاستراتيجي على مدى السنوات ال 30 الماضية هو عدم أخذ الثمن من رأس هذا الأخطبوط وبدلا من ذلك حاربنا أذرعه”، نعم هذا مايجري وهذا ماقد قام به هذا النظام لکن الاهم من ذلك کله إنه لن تنتهي حروب المنطقة مع بقاء هذا النظام.