موقع المجلس:
بسبب الفقر المدقع المستشري في ایران و خاصتاً في محافظة سیستان و بلوشستانن،يعتبر الترفيه مفهومًا أجنبيًا بالنسبة لشباب سيستان وبلوشستان، . إن قبضة الفقر التي لا هوادة فيها، والتي تفاقمت بسبب حكم الملالي، لا تترك أي مجال للراحة. وسط ازدهار الربيع، موسم مرادف للتجديد، يواجه “سوختبران” خسائر فادحة: “قُتل أو جُرح ما لا يقل عن 43 ناقلا للوقود من البلوش في الأيام العشرة الأولى من العام الفارسي الجديد 1403 بسبب إطلاق النار من قبل قوات الأمن والقوات المسلحة وحوادث الطرق.” هذه الإحصائية المأساوية ليست سوى لمحة عن نسيج المعاناة الأوسع الذي يحدد وجودهم.
في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران ، تتكشف قصة قاتمة، تسلط الضوء على لناقلي الوقود، المعروفين محليًا باسم “سوختبران”. وسط خلفية من المشقة الشديدة، يتنقل هؤلاء الأفراد في طريق محفوف بالمخاطر، ويبحثون عن لقمة العيش في ظل الندرة.
وتختلط الفصول في موسم واحد بالنسبة لحاملي الوقود، حيث تكون حياتهم دورة متواصلة من الكدح والتضحيات. وبينما تحتفل العائلات في أماكن أخرى بقدوم العام الجديد بفرح وترفيه، يقع سكان سيستان وبلوشستان في حالة مختلفة تماما، حيث الاحتفالات هي حلم بعيد المنال يحجبها الصراع من أجل البقاء. والسؤال الذي يلوح في الأفق: هل يستطيع الفقر أن يوفر ترف السعادة؟ الجواب هو لا، بشكل قاطع.
وحاصرت آفة الفقر والبطالة سكان هذه المنطقة في تجارة تهريب الوقود المحفوفة بالمخاطر – خيار قاتم ولد من اليأس. وفي أرض محرومة من فرص العمل القابلة للحياة، ويعد هذا الاحتلال الخطير هو السبيل الوحيد لكسب الرزق، على الرغم من مخاطره المميتة. فالملالي، المنشغلة بمكائد القمع والعنف وإثارة الحرب في المنطقة التي تمارسها، تغض الطرف عن محنة مواطنيها، فتزرع بذور الدمار بدلاً من تعزيز النمو والازدهار.
ونشرت وسائل الإعلام المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي تقريرًا صارخًا عن الأيام العشرة الأولى من العام الفارسي الجديد، الفترة التي شهدت فقدان 25 شخصا من ناقلي الوقود لحياتهم، وإصابة 18 آخرين. الأسباب وخيمة ومتنوعة: إطلاق نار مباشر، مطاردات عالية السرعة، وحوادث مأساوية تؤدي إلى انفجارات نارية. هذه الحوادث ليست مجرد إحصاءات؛ فهي تذكير عميق بالتكلفة البشرية للبقاء على قيد الحياة في سيستان وبلوشستان.
رواية ناقلي الوقود هي شهادة تقشعر لها الأبدان على وحشية الوجود في منطقة تخلت عن التقدم وابتليت بالعنف. الرصاص يحول حاويات الوقود إلى قنابل حارقة، مما يؤدي إلى اشتعال النيران في الناقلات – رمز صارخ للخطر الذي يصاحب كل خطوة. وفي خضم هذا اليأس، يتساءل المرء عما إذا كانت المساءلة عن هذه المظالم ستُطالب بها.
قبول المخاطر من أجل البقاء على قيد الحياة (وضع ناقلي الوقود)
العتالون وناقلو الوقود، ضحايا صامتون لنظام الملالي
ومع ذلك، وسط الظلام، يوجد بصيص من الأمل في المستقبل. صمود سكان سيستان وبلوشستان يشعل نار المقاومة ضد استبداد الملالي. وتلوح في الأفق رؤية لحكومة شعبية، تبشر بالخروج من دائرة العنف واليأس. يكفي أن نلقي نظرة على نشاطات وحدات المقاومة العام الماضي في محافظة سيستان وبلوشستان لنرى بصيص الأمل في هذه المنطقة.
نظام الملالي، مع كل القمع والحرمان الذي فرضه على سكان هذه المنطقة، لم يتمكن من تدمير رغبتهم في العدالة والمقاومة. في هذا المستقبل المتصور، تحل الفرص الحقيقية محل الحاجة إلى سبل عيش محفوفة بالمخاطر، مما يبشر بعصر جديد من الكرامة والازدهار.
المخاطرة بالحياة للحصول على لقمة العيش: العتالة في غرب إيران و نقل الوقود في شرق إيران
إيران .. تقرير عن مهنة نقل الوقود في محافظة سيستان وبلوجستان
ملحمة ناقلي الوقود، على الرغم من كونها قصة يأس، هي أيضًا قصة قوية عن الصمود والأمل. إنها تذكير مؤثر بروح الإنسانية الدائمة، حتى في مواجهة الشدائد الساحقة. أهالي سيستان وبلوشستان يقفون شاهدين على الرغبة التي لا تنضب في الحرية وحياة أفضل، ومنارة للمقاومة ضد الظلم والقمع والقهر الذي يمارسه الملالي.