صوت کوردستان – منى سالم الجبوري:
وصف المرشد الاعلى للنظام الايراني نتائج الانتخابات التي جرت في الاول من مارس الجاري والتي ظهر للعالم کله فشلها الکامل، بالملحمية، أمر مثير للتهکم والسخرية البالغة ولاسيما وإن أغلبية الشعب الايراني قد قاموا بمقاطعت فيها لقناعتهم بأنها غير مجدية ولن تغير من أوضاعهم السيئة شيئا وإنها تخدم النظام فقط.
وبهذا الخصوص، وبحسب المعلومات الموثقة، فإنه تظهر النتائج النهائية لفرز الأصوات في دائرة طهران الكبرى لبرلمان النظام، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية في 4 مارس، أنه على الرغم من كل أعمال لاختلاق الأرقام والتزوير الهائل، فإن إجمالي الأصوات الصحيحة هو 1569857، مقارنة بعدد ممن يحق لهم التصويت في نفس الدائرة، والتي يبلغ عددها 7 ملايين و 775،357 شخصا، أي أن 80٪ من سكان طهران قد قاطعوا هذه المسرحية. وبطبيعة الحال فإن عدم مشارکة 80% من الشعب الايراني في الانتخابات هو بحد ذاته أکبر دليل على فشلها.
سعي قادة النظام ووسائل إعلامه الصفراء الى التغطية على الحقائق وممارسة الکذب والخداع من أجل قلب الحقائق وتزييفها، أمر غيڕ ممکن أبدا ذلك إنه ووفقا لإحصاءات النظام، وعلى الرغم من كل عمليات التزوير، فإن أصوات أولئك الذين دخلوا البرلمان من طهران يساوي 4 إلى 7.6 في المائة من عدد الناخبین المؤهلين، ناهيك عن إن الهيئة الاجتماعية لمجاهدي خلق داخل البلاد أعلنت بدورها إنه ووفقا للرصد المستمر لـ 1941 مركزا للاقتراع، فإن أصوات المشاركين على مستوى البلاد كحد أقصى 8.2 بالمائة.
الشعب الايراني المکتوي بالحکم القمعي الاستبدادي لهذا النظام الدکتاتوري الذي لم يجلب معه سوى الفقر والظلم والمرض والمعاناة والحرمان بکل أنواعه، وبعد 45 عاما من تجربته المرة جدا معه ومع مسرحيات الانتخابات المشبوهة التي يتم إعداد نتائجها سلفا، فإنه صار واثقا بأن هذا النظام ليس لايعبر عنه ولايجسد صوته وإرادته فقط، بل وحتى إنه يعتبر ألد أعدائه وهو کان ولازال سبب إستمرار بٶسه وشقائه، ولذلك فإنه يرفض من الان فصاعدا المشارکة في مسرحيات الانتخابات والمساهمة بما يساعد هذا النظام الدکتاتوري على البقاء.
الصفعة القويـة والمٶلمة التي وجهها الشعب الايراني للنظام خلال إنتخابات الاول من مارس، کانت بمثابة إعلان أمام العالم کله عن تقاطع وتناقض مصالح الشعب وإعتباراته مع هذا النظام الذي لايفکر بأي شئ سوى بمصالحه ويضع قضية بقائه وإستمراره فوق کل الاعتبارات الاخرى، ومن هنا فإن الشعب قد عقد العزم على مواصلة نضاله من أجل الحرية والتغيير حتى إسقاط هذا النظام وإلحاقه بسلفه نظام الشاه.