ایلاف – مهدي عقبائي:
قد لا يتورع النظام الإيراني عن ارتكاب الحماقات للتغطية على أوضاعه الداخلية السلبية
الأوضاع الداخلية المتوترة في إيران، وازدياد العزلة الدولية لطهران بوتائر ملفتة للنظر، لا تحمل بشائر خير للنظام الإيراني، ما يدفع إلى الاعتقاد أنَّ النظام، ومن أجل إيجاد مخرج مما آلت إليه أوضاعه بسبب نشاطاته المشبوهة، قد لا يتورع عن ارتکاب حماقة أو نشاط شيطاني جديد، وبشکل خاص في المنطقة، لا سيَّما بعد اندلاع حرب غزة الدامية والدور المشبوه الذي لعبه فيها، وطريقة وأسلوب تعامله مع هذه الحرب المدمرة قد جعله في موقف صعب وحرج وبالغ الخطورة، ولذلك فإنَّ الاحتمالات إقدام النظام على ارتکاب حماقة في المنطقة من أجل التغطية على ذلك صار أمراً وارداً.
إنَّ نظرة سريعة على الدور التخريبي والإجرامي الذي لعبه هذا النظام في العراق، وخصوصاً منذ عام 2003، وکذلك دوره المشبوه في لبنان واليمن وسوريا وفلسطين ودول أخرى في المنطقة والعالم، يؤکد أن ليس هناك ذرة أمل بأن يترك ماهيته وجوهره العدواني الشرير، فالعدوانية والشر والإرهاب هي جوهر نهجه المشبوه، ولا يمكنه التخلي عن هذا النهج طالما بقي في الحكم، وکل من يتصور خلاف ذلك فإنه ينتظر معجزة استثنائية. من هنا، فإنَّ الشعار المرکزي الذي رفعته المقاومة الإيرانية بإسقاط هذا النظام، کان وسيبقى الحل الأمثل إيرانياً وإقليمياً ودولياً، والأجدى أن تبادر دول العالم عموماً ودول المنطقة خصوصاً إلى قطع علاقاتها مع هذا النظام وسحب سفرائها من طهران ووضع حد نهائي للسياسة الفاشلة المتبعة في التعامل معه، والتي لم تحقق أي نتيجة سوى المزيد من إطالة عمر النظام، خصوصاً أنه، کما ذکرنا، يواجه الآن أوضاعاً بالغة الصعوبة وتحاصره المشاکل والأزمات من کل جانب، فيما الشعب مستاء وساخط وتتزايد التحرکات والنشاطات الاحتجاجية داخل إيران بصورة غير مسبوقة من أجل التغيير، ومن الممکن جداً، في حال دعم نضال الشعب الإيراني والمقاومة الايرانية، أن تصبح هذه التحركات بداية عملية التغيير في إيران، خصوصاً لو تظافرت الجهود وتناغمت مع بعضها بعضاً ولم تسمح للنظام کي يلعب على مساحات الاختلاف ويستغلها لصالحه. والمقاومة الإيرانية التي تمکنت ليس من الصمود والمقاومة أمام هجمات ومخططات النظام المختلفة فحسب، وإنما بادرت إلى ما يمکن وصفه بالهجوم ضد هذا النظام، فإنها بذلك أثبتت للعالم کله، وبالدليل الملموس، أنها البديل المناسب والأفضل لهذا النظام.
الأوضاع الحالية لا تنبئ بالخير فيما لو بقي هذا النظام في سدة الحکم، وصار التغيير مطلباً إقليمياً ودولياً، خصوصاً بعد الأدوار التخريبية المشبوهة لهذا النظام في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغزة ومخططاته المشبوة والعدوانية لزعزعة أمن واستقرار دول أخرى في المنطقة لکي يفرض مشروعه العدواني کأمر واقع على الجميع، ومن هنا فإن مسألة منح التغيير في إيران أولوية في المنطقة والعالم هي مسألة تخدم السلام والأمن والاستقرار، ويجب عدم التغافل عنها أبداً.