هل ستنقذ حرب غزة النظام الإيراني من السقوط؟
هدف خامنئي الرئيسي من إثارة الحروب في المنطقة هو التغطية على الأزمات الداخلية المستعصية في إيران.
ويحذر خبراء النظام من أن الأزمات الكبرى في إيران لا يمكن حلها وأنه قد تحدث انتفاضات أكبر من السابق في المستقبل.
حكومة إبراهيم رئيسي، التي تعد أمل خامنئي الأخير لإنقاذ نظامه، فشلت، حتى أن بعض العناصر التابعة لخامنئي اقترحت تغيير الحكومة، ومع ذلك، لا يمكن لخامنئي أن يتراجع، لذلك قرر المقامرة الكبيرة، بإثارة الحروب على نطاق واسع في المنطقة.
يسعى خامنئي لحماية نظامه المضطرب من الأزمات و الانتفاضات باستخدام حرب غزة وخلق أزمة خارجية كبرى. وهذا لم يعد سرا الآن، حيث اعترف مسؤولو النظام به علنا.
على سبيل المثال، اعترف حميد رضا حاجي بابائي، عضو برلمان الملالي، بأن الهدف من إثارة الحرب التي يقوم بها النظام في المنطقة هو عرقلة انتفاضة الشعب الإيراني ومواجهة وقمع القوى المنتفضة داخل إيران وقال هذا العضو في برلمان النظام: “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحدد قوتها في العالم لنفسها… هذه الدولة القوية بدلاً من أن تقاتل العدو داخل بلدها ستقاتل معه على حدود ذلك البلد الذي يعني أنها قوة عالمية. هذا ما صرح به في تلفزيون افق (للنظام) 13 تشرين الثاني/ نوفمبر.
كما صرح أحمد قديري إبيانه، الخبير السياسي والأمني للنظام، في تلفزيون افق الرسمي في 13 تشرين الثاني/نوفمبر: بأن عملية طوفان الأقصى كانت مساعدات غيبية لأنها أوقفت تكرار انتفاضة 2022، وكانت هذه المساهمة الغيبية تعود بالفائدة لإيران بشكل كامل.
كثف خامنئي عمليات الإعدام في نفس الوقت الذي يحرض فيه على الحرب في المنطقة، ومنذ بداية حرب غزة، أعدم النظام ما لا يقل عن 360 سجينا، بمن فيهم السجناء السياسيون، لخلق مناخ من الرعب داخل إيران. لكن السؤال هو، هل يمكن لإثارة الحروب في المنطقة والإعدامات والقمع في الداخل أن ينقذ نظام الملالي من الإطاحة به؟ يجيب خبراء النظام نفسه بشكل سلبي على هذا السؤال.
في هذه الأيام، ومع تصاعد الصراع بين الأوساط الداخلية للنظام بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة، بدأ خبراء ومحللون من مختلف فئات النظام بالتحذير من مستقبل النظام وإمكانية إسقاطه.
نقل موقع “ديدار” يوم 24 يناير عن خبيرين في النظام حول الوضع الحالي في إيران، قولهما: “النظام في منحدر سقوط خطير للغاية، إذا لم يتغير هذا الوضع، جميع أولئك الذين يعملون في مجالات مختلفة كانوا يدقون أجراس الإنذار منذ فترة طويلة. نسلك طريقا خطيرا للغاية ومتعرجا على أي حال … حتى المطلعون داخل المجمع السياسي وداخل النظام يرون أن استمرار هذه العملية مستحيل ولا يمكن النهوض المأمول للمجتمع بالضرب والتهديد والسجن والإعدامات. ولم يعد المجتمع يتحمل عاما أو عاما ونصف من الآن، لا أكثر… ومثلما تهبط الأراضي وتفقد سكناها، فإن المجتمع يتعرض للهبوط الاجتماعي وينهار اجتماعيا”.
وفي وقت سابق، قال رئيس مؤسسة الفقاهة والحضارة الإسلامية للنظام الملا محمد تقي أكبر نجاد، مدير مؤسسة الفقاهة والحضارة الإسلامية: ” أولوية المواطنين ليست الوشاح والحجاب وانما الفساد والفقر… لا تريد السلطة حل المشكلات… سقوط النظام سيكون حتميا إذا سار الوضع بهذا المنوال. ” موقع “ديدار نيوز” 29 ديسمبر/ كانون الأول.
لذلك، وخلافا للدعاية التي أطلقها النظام بعد الحرب في غزة، فإن إثارة الحرب هذه لا يمكن أن تنقذ النظام الحاكم في إيران من الإطاحة به. فمصير هذا النظام لا يُحدّد في المنطقة، بل داخل إيران وعلى يد الشعب الإيراني. وهذه الساحة هي ساحة المواجهة للنظام، حيث يواجه صرخة غضب من أكثر من 80 مليون إيراني ومع شبكة منظمة من وحدات المقاومة الموالية لمنظمة مجاهدي خلق التي تغذي الانتفاضات المستقبلية وتدفعها نحو الإطاحة بالنظام.