صوت کوردستان – منى سالم الجبوري:
من أهم ماتتميز به المرحلة الحالية من الصراع بين منظمة مجاهدي خلق وبين النظام الايراني، هو إنه وفي الوقت الذي إکتسبت فيه منظمة مجاهدي خلق درجة عالية من المصداقية لدى العالم وصارت موضع ثقة، فإنه وازاء ذلك فقد صارت مصداقية النظام في الحضيض ولاسيما بعد أن إنفضح أمره وصارت مخططاته المشبوهة مکشوفة أمام العالم ولاسيما من حيث تأجيجه للحروب وإصراره على تصدير التطرف والارهاب، وهو مايثبت بأن النظام لم يعد کالسابق بحيث يمارس الکذب والخداع في الساحة ويمرر خدعه على الجميع بل صار هناك صوت”البديل الديمقراطي” والمتجسد في منظمة مجاهدي خلق.
عندما يعترف النظام الايراني بنفسه من إن العالم بات يردد ويصدق ويأخذ بما تقوله وتٶکد عليه منظمة مجاهدي خلق، فإن ذلك يعني بأن معادلة الصراع بين النظام والمنظمة قد حدث عليها تغيير مهم وحساس لصالح الاخيرة، وإن الانتفاضات الثلاثة الاخيرة قد أکدت وبکل وضوح بأن مجاهدي خلق قد أصبحت طرفا وعاملا أساسيا في المشهد الايراني ولايمکن إطلاقا تجاهلها والتغاضي عنها.
منظمة مجاهدي خلق التي أثبتت وبحق من إنها مدرسة فکرية تتحاجج بکل ماهو منطقي وعلمي وتتحدث بلغة العصر والحضارة، ولاتقول أو تدعي شيئا من دون دليل أو مستمسك أو مصدر، في حين إن النظام الايراني القائم منذ 44 عاما، أثبت بأنه خارج التأريخ وأبعد مايکون عن الحضارة والعلم والقيم الانسانية، فهو يتکلم بمنطق لايتناسب وروح العصر ويريد أن يفرض ذلك على شعب أصيل في حضارته، ويبدو واضحا من إنه وبعد 44 عاما من الکذب والخداع الذي مارسه هذا النظام على العالم ومرره بطرق وأساليب مشبوهة، قد وصل الى نهاية الخط، فالکذب ومهما حاول النظام يبقى هو کذب، ولذلك فقد صار العالم يعرف الماهية والمعدن الردئ جدا لهذا النظام ومن کونه بوقا لإطلاق الاکاذيب والتخرصات.
النظام الايراني وهو يمر بهذه المرحلة التي تحاصره فيها عدد کبير جدا من مشاکل وأزمات متداعية عن 44 عاما من حکم فاشل لم ينجح سوى في القمع والقتل وسرقة الشعب ونهب ثرواته، يجد اليوم نفسه صغيرا جدا أمام منظمة مجاهدي خلق التي حققت الانتصارات السياسية الباهرة ضده وأثبتت حقانيتها وجدارتها من حيث کونها المعبرة والمجسدة لآمال وتطلعات الشعب الايراني والافضل لقيادته بإتجاه غد أکثر إشراقا يسدل الستار للأبد على حقبة الجهل والتخلف والظلام، ومن هنا فإن العام القادم سيکون عاما غير عاديا من حيث تحديد مصير النظام.