صوت کوردستان – منى سالم الجبوري:
لئن کان الشعب الايراني وقوته الوطنية الاولى المجلس الوطني للمقاومة الايرانية طالبا ويطالبان بإعتراف دولي بحق الشعب الايراني في مواجهة الممارسات القمعية الدموية وحملات الاعدام والابادة التي يشنها نظام ولاية الفقيه بحق الشعب الايراني وأبنائه البررة، لکنه مع ذلك وفي ضوء الاساليب البربرية والهمجية التي يمارسها هذا النظام ضد الشعب والمعارضين، فإنه إضطر إضطرارا للرد عليه ومواجهة وحشيته وبربريته وذلك لکي يتذکر هذا النظام وجلاوزته بأن الشعب وأبنائه البررة الذين أسقطوا نظام الشاه بجبروته وجعلوه عبرة ودرس لکل دکتاتور وطاغية، قادرون بأن يعيدوا نفس تلك الملحمة بحق هذا النظام ويجعلونه عبرة لکل من إعتبر.
الشعب الايراني ومقاومته الوطنية الشجاعة ومنذ إنتفاضة 28 ديسمبر2017، ومرورا بإنتفاضة 15 نوفمبر2019، وإنتهاءا بإنتفاضة 16 سبتمبر2022، صار يرد الصاع صاعين للنظام فيعامله وفق المنطق الشرعي المتمثل بالعين العين والسن بالسن، والملفت للنظر هنا إن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية وقوتها الولى منظمة مجاهدي خلق، قد واجها النظام القمعي الدکتاتوري في هذه الانتفاضات کتفا لکتف، وهو الامر الذي أصاب ويصيب النظام بخوف لامثيل له لأنه يذکره بأيام الثورة الايرانية وکيف إن الشعب ومجاهدي خلق قد ساهما في صنع ملحمة إسقاط النظام الملکي ورميه في مزبلة التأريخ.
اليوم، وبعد الانتفاضة الوطنية الشجاعة المندلعة منذ 16 سبتمبر بوجه النظام، فإن الشعب الايراني من خلال إحتجاجاته المتواصلة ضد النظام وخلايا وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة، مستمرون في نضالهم ومواجهته وصراعهم المتواصل ضد النظام حتى إسقاطه، وهم يردون بقوة على جرائمه وممارساته القمعية وحملات إعدامه الظالمة وبهذا السياق، فإن رئيس النظام رئيسي، سفاح مجزرة صيف 1988، عند زيارته الاخيرة لمدينة کرج التابعة لمحافظة البرز، صعق عندما وجد شعارات وحدات المقاومة في انتظاره، فيما نفذ شبان الانتفاضة عددا من العمليات ردا على الاعدامات التي نفذها نظام خامنئي، مؤكدين حضور المقاومة في الميدان وقدرتها على المناورة والرد .
الشعارات التي کتبتها وحدات المقاومة في أماکن مختلفة من مدينة کرج، قد عبرت بکل وضوح عن غضب اهالي المدينة من منفذ مجزرة السجناء السياسيين التي طالت المئات من ابنائهم عام 1981، ورفضهم للزيارة، حيث جاء فيها “رئيسي المجرم، يوم الحساب ينتظرك”، “رئيسي ارحل”، “سكان كرج يدينون وجود الجلاد وقاتل شبان البلد. مكان رئيسي الجلاد في محكمة الشعب”، “رئيسي رئيسي – حقا أنت مجرم وخبيث”، “سنطهر مدينة كرج بكنس رئيسي”، “الموت لكبير الجلادين وقاتل مجزرة صیف عام 1988 من كرج، ارحل”، “رئيسي أنت قاتل وشرير.”، “اخرج من كرج يا رئيسي الأمي القاتل”.
والملفت للنظر هنا، إنه قد ترافق ذلك مع عمليات بطولية لشباب الانتفاضة ردا على اعدامات السجناء السياسيين التي نفذها خامنئي مستفيدا من مناخات حرب غزة، تضمنت ثلاث هجمات ساحقة على جهاز قضاء نظام الجلادين . ومن بين هذه الهجمات الذي استهدف مكتب المدعي العام والثورة في منطقة شيراز الاولى، ردا على إعدام السجين السياسي كامران رضائي، أحد قادة انتفاضة نوفمبر 2019 بعد 4 سنوات من السجن والتعذيب في سجن عادل آباد، بينها 7 اشهر تحت التعذيب في الحبس الانفرادي للحصول على اعتراف قسري بقتل أحد أفراد الباسيج.
کما إستهدف شبان الانتفاضة مجمع المحاكم الثورية والجنائية ردا على جريمة إعدام السجين السياسي أيوب كريمي بعد 14 عاما من السجن في قزلحصار، وكان قد تم اعتقال كريمي و6 من رفاقه الأكراد البسلاء، وأهل مهاباد السنة، خلال انتفاضة كانون الأول 2009 و استجوابهم في معتقل مخابرات أورميا حيث تعرضوا للتعذيب بهدف انتزاع اعترافات. وهاجموا أيضا”المحکمة العامة والثورية” لمبنى قاسم سليماني، ردا على اعدام المجاهد علي صابر سرا في سجن لاكان في رشت قبل أربعة أيام من العملية، كانت تهمة علي صابر “هرمز” وهو ميكانيكي من أنصار مجاهدي خلق في “صومعه سر” معاقبة عضو الحرس الثوري، المجرم رهبر ابراهيمي في سبتمبر 1981، ولم يقبلها أثناء الاستجواب.