الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
تتخذ تطورات الاوضاع والامور في المنطقة وخصوصا بعد تعاظم دور النظام الايراني وبلوغه حدا غير عاديا بحيث باتت تأثيراته السلبية تظهر في معظم دول المنطقة بشکل او بآخر، لکن الملاحظ أن الاسلوب الذي تسلکه دول المنطقة في مواجهة هذا الدور و التعامل معه، لازال يعتمد على اسلوب يفتقر للحدية والحسم إذ يتميز بمرونة وحتى نوعا من المداهنة والمسايرة معه على حساب العقيقة والواقع.
التمعن في الموقف الدولي وبشکل خاص بعد إندلاع الحرب في غزة والتي کان فيها دورا مشبوها للنظام الايراني يتميز بملاحظتين مهمتين لابد من ذکرهما:
ـ المجتمع الدولي، وبعد تدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقة ولاسيما العراق ولبنان وسوريا واليمن، والتي تأزمت وتتأزم فيها الاوضاع أکثر وحتى تزداد تعقيدا فيها بسبب من ذلك، فإنه صار يشکك وبوضوح في نوايا و مرامي نظام الملالي وحتى إنه بدأ يتعامل ويتعامل بحذر بالغ مع هذا النظام وهو مايدل على إفتضاح وإنکشاف أمره.
ـ مسألة التغيير في إيران، صار يتم طرحه في أوساط سياسية غربية ويتم الترکيز على الضرورة الملحة لذلك ومن إن مايسعى النظام للفت الانظار إليه من إنه لابديل له، إنما يريد من خلاله التشکيك في معارضة وطنية أصيلة تضرب جذورها في الواقع لإيران منذ عام 1965، ونقصد بذلك منظمة مجاهدي خلق الایرانیة وبشکل خاص بعد أن أثبتت دورها وتأثيرها الفعال على الساحة الايرانية ومن إنها تمثل رقما صعبا في تلك الساحة.
نظام الملالي وبعد أن صارت أوضاعه الداخلية متأزمة وإمکانية أن تتفاقم الامور بوجهه ووتنفجر بصورة أکبر وأکثر إتساعا وعمقا مما جرى في 16 سبتمبر2022، وهذا مايصيب النظام بالرعب خصوصا وإنه يعلم جيدا لو إن الاوضاع الداخلية تفجرت تزامنا مع دوره المشبوه المتزامن في بلدان المنطقة وغزة، فإن الرهان الدولي على هذا التطور سيکون کبيرا لأنه سيکون في خدمة الشعب الايراني وشعوب المنطقة والسلام والامن في العالم، ولذلك يحاول نظام الملالي بکل مافي وسعه کسب ثقة وإطمئنان المجتمع الدولي لکي يقوم بأية طريقة واسلوب کان لصرف إنتباهه عن دعم وتإييد نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير، وإن الاطمئنان والثقة بهذا النظام يعني منحه مزيد من الفرصة والمجال من أجل أن يستمر بدوره العدواني المشبوه وأن يبطش بالشعب کما يريد.