الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
ثمة ملاحظة مهمة جدا عن نظام الملالي لابد من لفت النظر إليها وهي تتجلى بتخوفه من إثارة موضوعين مترابطين بقوة وبصورة جدلية محکمة ببعضهما البعض، هذان الموضوعان هما: رفض الشعب الايراني له ومواجهته، ووجود بديل سياسي ـ فکري له. وإن مايدور حاليا في إيران يعکس ويجسد هذا الامر بکل وضوح ولاسيما إذا مالاحظنا ردود الفعل المختلفة الصادرة عن النظام وفي هذه الفترة والذي تجسد بإثارة حرب دامية في غزة هدفها تخفيف الضغط الشعبي المفروض عليها ولاسيما بعد الانتفاضة الاخيرة التي يعلم النظام جيدا بأنها مازالت مستمرة وإن الشعب يتحين الفرص المناسبة لإلحاق هذا النظام بسلفه نظام الشاه.
إستمرار أزمات ومشاکل النظام من جراء فشله الکبير على مختلف الاصعدة وإستمرار الاحتجاجات الشعبية ونشاطات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة ازاء ذلك، يعطي إنطباعا عن مرحلة مختلفة تماما الاختلاف عن المراحل المختلفة الاخرى التي مرت على هذا النظام، خصوصا وإن الاحتجاجات ونشاطات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة هذه تستمد وتستلهم قوتها وإستمراريتها من إنتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي وبإعتراف النظام نفسه هي بقيادة منظمة مجاهدي خلق، ولأن هذه الانتفاضة تحديدا کانت بقيادة المنظمة التي هي البديل السياسي ـ الفکري الجاهز للنظام، فإن إتصافها بالاستمرارية يدل على الديناميکية والدقة التي ترافقها من أجل منحها الحيوية والعنفوان المطلوبين لبقاءها مندلعة، وإن طرح شعارات سياسية محورية ومرکزية نظير”الموت لخامنئي“و”الموت للديکتاتور” و”الموت للظالم سواءا کان الشاه أو الزعيم”، والتي هي بالاساس شعارات للمنظمة، دليل إضافي يثبت سياق وإتجاه هذه الاحتجاجات نحو ليس فقط إسقاط النظام وانما حتى تحديد البديل، ولهذا فإن النظام صار يطرح وبجدية مخاوفه من السقوط والذي يتکرر بشکل ملفت للنظر بحيث لم يتم طرحه في المراحل السابقة.
النظام الذي سعى طوال 44 عاما من أج القضاء على مجاهدي خلق وحتى إنه نقل مواجهته وحربه الرعناء ضدها الى خارج إيران وخصوصا في العراق أيام کان هناك معسکرا”أشرف”و”ليبرتي” والى فرنسا وجنيف وإيطاليا وحتى”ألبانيا، کما حاول بکل مافي وسعه من أجل خلق فجوة بين الشعب وبين المنظمة وحتى إنه قد عمل على ذلك بطرق بالغة الخبث، لکنه وفي نهاية المطاف إصطدم بثلاثة أکبر إنتفاضات شعبية من نوعها کانت کلها ثمار التفاعل والتناغم بين الشعب وبين المنظمة مما أکد بأن ماعملت وتعمل من أجله المنظمة لايختلف شروى نقير عما يناضل من أجله الشعب الايراني ويتطلع إليه وذلك بالتخلخ من هذا النظام وإقامة النظام السياسي المعبر عنه قلبا وقالبا.