صوت العراق – محمد حسين المياحي:
أکثر مايبدو واضحا على مجريات الامور والاوضاع منذ إندلاع الحرب في غزة، هو إن النظام الايراني يتعامل مع الكوارث التي يتعرض لها اهالي قطاع غزة باعتبارها اداة لمساومة العواصم الغربية واشغال الايرانيين عن قضاياهم الداخلية، ولاسيما إذا ماأخذنا بعين الاعتبار إن النظام الايراني وطبقا لمختلف المعطيات والمٶشرات، يقف وراء إشعال هذه الحرب.
خامنئي الذي سبق وإن برر إثارة نظامه للحروب في بلدان المنطقة بأنه:”إذا لم نقاتل أعدائنا في بغداد وبيروت ودمشق وغزة، فإن علينا أن نقاتلهم في شوارع وأزقة طهران وأصفهان وغيرها”، واليوم وبعد الدور المشبوه لهذا النظام بإشعال نار الحرب في غزة، فإن خطب أئمة الجمعة في إيران والتي تستکتب عليهم من قبل النظام رکز على الحرب المشتعلة في غزة، حيث ظهر لك واضحا خلال الخطب التي القيت من فوق منابر صلاة الجمعة، حيث تحدث المسؤولون الذين عينهم خامنئي علنا عن “بركات” الحرب في غزة، قال عبادي زادة خطيب الجمعة في بندر عباس انه “إذا لم نكن اليوم في مواجهة مع الصهاينة على طول حدودهم، سوف يأتون غدا إلى منزلنا”!
هذا النظام الذي يجاهر علنا بأنه يستخدم أراضي شعوب المنطقة من أجل تصفية حساباته مع أعدائه وجعل هذه الشعوب تتحمل أعباء وعناء ومصائب حروبه ومواجهاته العبثية، والامر والادهى من ذلك إن وزير الخارجية السابق ورئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي يستهين بامصائب والمآسي التي حلت وتحل على أهالي غزة عندما يقول بأن حماس:” انت تعلم بالتأكيد أنها ستواجه القتل الجماعي لأهالي غزة” وأضاف بصورة مقززة قائلا:” الفلسطينيون معتادون على التعايش مع جرائم القتل التي يرتكبها العدو”و”ستعدون لدفع مثل هذه التكاليف للحصول على النصر الاستراتيجي”! وإن التمعن في ماسردناه يوضح الوجه الحقيقي البشع لهذا النظام الذي يتاجر بدماء ومآسي شعوب المنطقة من أجل تحقيق أهدافه المشبوهة.
وبطبيعة الحال يجب علينا هنا أن نعيد الى الاذهان ماکان يفعله هذا النظام المعادي لشعبه أساسا خلال الحرب الايرانية – العراقية والإصرار على استمرارها أوضح دليل على هذا المنطق المعادي للإنسانية، فقد تم جلب الطلاب من قاعات الدراسة إلى جبهات الحرب مع العراق، استخدامهم كاسحات ألغام، واطلق محسن رضائي، قائد الحرس الثوري وقتئذ على هؤلاء الأطفال وصف الجنود ذوي الاستخدام الواحد!
هذا النظام الذي يسعى ويسعى من أجل إنزال شره وبلائه على الاخرين من أجل المحافظة على نفسه من السقوط والانهيار خصوصا بعدما أدرك بأن شعبه مصمم على إسقاطه، لکن لايبدو إن جرة النظام سوف تسلم دائما من السقوط والانکسار لأن هذه اللعبة الدموية المفضوحة صارت منکشفة أمام العالم أجمع وإنه لم يعد هناك من ينخدع بها!
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.