الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
“هناك حقيقتان مؤكدتان اليوم، أولهما استبدادية ووحشية النظام الايراني واستعداده لاختطاف وتعذيب وقتل المدنيين للحفاظ على سلطته، والثانية توق الإيرانيين للحرية والانتفاضة.”، هکذا قال السيناتور روبرت مينديز في کلمته أمام جتماع مجلس الشيوخ الامريكي الذي عقد تحت عنوان “سياسة إيران – التعامل مع تهديدات النظام خلال انتفاضة الشعب من أجل الحرية”، والذي رکز على سعى نظام الملالي في ايران الى استغلال التصعيد العسكري في غزة، وتوظيف دماء ومعاناة الضحايا المدنيين في اعاقة انتفاضة الشعب الإيراني التي تهدد بقاءه في السلطة، ومحاولة التغطية على ازماته الداخلية، والأوضاع المتفجرة في البلاد.
إمتهان إثارة الحروب والمواجهات وإثارة الفتن الداخلية في بلدان المنطقة والعالم، صار من أهم مميزات نظام الملالي، وهذه الميزة يلجأ إليها هذا النظام في الاوقات والفترات التي يواجه فيها أوضاعا داخلية صعبة ويجد رفضا شعبيا متصاعدا ضده، ولأن إيران تعتبر من خلال موقعها الاستراتيجي الحساس بالغة الاهمية على مختلف الاصعدة بالنسبة للعالم وتلفت الانظار إليها بقوة، فإن نظام الملالي وعندما يواجهون رفضا شعبيا عارما وعزما على إسقاط النظام، فإن الاخير يلجأ وکوسيلة من أجل خلط الاوراق وإضفاء ضبابية على الاوضاع ولاسيما الدائرة في داخل إيران، الى إثارة الحروب والازمات.
وحقيقة إن نظام الملالي يقوم بکل شئ من أجل المحافظة على نفسه وضمان بقائه، لم تعد خافية على المتابعين للشأن الايراني، وهذا ماقد أکدته السيناتور جين شاهين عندما قالت في کلمتها أمام الاجتماع الذي أشرنا إليه انالنظام الإيراني لا يهتم إلا بالحفاظ على نفسه، ولذلك يسعى إلى قمع الناس وإثارة الفتن في الخارج” مشيرة الى احداثه انقساما بين الفلسطينيين وإضعافه قيادتهم الشرعية، الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس، مشددة على امكانية حل الدولتين باعتباره طريقا لانهاء الصراع الطويل والحزين، المستمر منذ عقود”.
التدخلات المشبوهة والخطيرة جدا التي قام ويقوم بها هذا النظام لو تمت ملاحظتها بدقة، فإنها تهدف بالدرجة الاولى مصلحة النظام وضمان بقائه وبالدرجة الثانية إنجاز مشروع النظام في إقامة إمبراطورية دينية تقوم على أساس تصدير التطرف والارهاب، وإن ترکيز النظام على مسألة بقائه وإستمراره ومنح ذلك الاولوية القصوى، تٶکد وتثبت حقيقة مهمة جدا وهە رفض الشعب القاطع له والرغبة العارمة في تغييره من خلال إسقاطه ولأن النظام يدرك خطورة هذا الامر خصوصا مع وجود بديل سياسي ـ فکري له “متمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية” يقوم بقيادة وتوجيه الامور والتخطيط لمستقبل أفضل ليران وإنهاء هذه الحقبة القرووسطائية، فإن هذا النظام عمل ويعمل کل مابوسعه من أجل الحيلولة دون ذلك أو على الاقل عرقلته وإرجائه الى إشعار آخر، وهذه هي نقطة الارتکاز المهمة التي يجب على بلدان المنطقة والعالم الانتباه إليها وضرورة العمل في ضوئها من أجل توفير کل السبل المتاحة لدفع هذا النظام بإتجاه السقوط.