حدیث الیوم:
موقع المجلس:
علیرغم بان الحرب العراقیة – الایرانیة أسفرت عن مليوني قتيل وجريح ومشوه، تدمير 50 مدينة والحاق اضرار مادية بألف مليار دولار، كانت مليئة بالكوارث بالنسبة للشعب الإيراني، لكن خميني اعتبرها «نعمة الهية» لأنها ضمنت «الأمن» وبقاء النظام، وكانت غطاء لخنق المجتمع، وإعدام المئات والآلاف من خيرة أبناء الشعب الإيراني .
کما حاول خامنئي خلال السنوات الـ 35 الماضية الحفاظ على صناعة حمل النعوش ونقل الطلاب إلى مناطق الحرب تحت عنوان قوافل السالكين نحو النور ناشراً شبح الحرب وظلالها المشؤومة ومانعا تفجر الغضب والاحتجاج الشعبي.
لدى نظام الملالي حاجة حيوية للحرب وإثارتها. إن التجربة التاريخية لإصرار خميني على استمرار الحرب ضد الوطنية عندما يتوفر السلام العادل هي دليل واضح على طبيعة ولاية الفقيه لترويج الحرب.
وبحسب بعض المقربين من خميني، فإنه منذ 24 مايو 1982، بعد إعلان انسحاب القوات العراقية من إيران، لم يعد استمرار الحرب مع العراق مشروعا ولم يعد لدى القوات الدافع لمواصلة الحرب. . كتب منتظري، خليفة خميني آنذاك، عن هذا الأمر: “عندما استولينا على مدينة خرمشهر، شعرنا أن القوات لم يكن لديها الدافع لدخول الأراضي العراقية. وقالوا بأنفسهم: “لقد قاتلنا حتى الآن لطرد العدو من بلادنا، ولكن الآن إذا أردنا الذهاب إلى الأراضي العراقية، فهذه عملية توسعية”. لكن خميني قرع طبول الحرب في رسالته التهنئة بتحرير خرمشهر وقال: “هذا طاعون عظيم ووحش خطير يأتي على الإنسان بإغراءات الشيطان ويجلب الدمار لبني الإنسان… اليوم مع فتح خرمشهر المظلومة، تتحدث الحكومة والأمة المنتصرة من موقع القوة” (صحيفة خميني، المجلد 16، ص 257-259)).
وفي 25 مايو (بعد يوم واحد من انسحاب القوات العراقية)، دعا الأمين العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوييار إلى إنهاء الحرب في رسالة إلى الأطراف المتحاربة. وافق العراق، لكن خميني رفض. وفي الوقت نفسه، أعلنت المملكة العربية السعودية أن الدول العربية ستدفع تعويضات الحرب لإيران مقابل السلام، لكن خميني لم يوافق على ذلك. وبعد 50 يوما، دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من خلال إصدار القرار رقم 522، إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إيران والعراق وطلب من الأطراف الانسحاب إلى الحدود المعترف بها دوليا. وهذه المرة لم يكتف الجلاد المروج للحرب بعدم القبول وسط ذهول الجميع، بل وصف في رسالة وجهها إلى “مسلمي العالم في يوم القدس” قرارات مجلس الأمن بأنها “اوراق ممزقة لمنظمات لا قيمة لها”. وكتب: “كما أعلنت إيران، إلا أنه لا يستطيع القيام بأي إجراء فعال من خلال العراق وإسقاط حكومة حزب البعث” (صحيفة خميني، المجلد 16، الصفحة 379-16 يوليو 1982).
وبعد ذلك حاولت عشرات الوفود والمنظمات الدولية والشخصيات المبررة سياسيا (من السيدة غاندي ورؤساء دول عدم الانحياز إلى القادة العرب) منع استمرار الحرب وسقوط ملايين القتلى والمعاقين، لكن خميني وقف أمامها وقال للجميع: “إذا استمرت هذه الحرب 20 عاماً فسوف نصمد مهما طال الزمن”.
لاحقًا، اعترف العديد من المقربين والمطلعين على بواطن الأمور بطبيعة الحرب المناهضة للوطن والمعادية للشعب بعد 20 عامًا من التأخير، وزعموا أنهم ضد استمرار الحرب بعد فتح خرمشهر، لكن شمخاني، وزير الدفاع السابق لنظام الملالي (26 سبتمبر 2005) بوضوح: “… ليس هناك أحد غير مجاهدي خلق في البلاد أعلن أو أصدر بيانًا بعد خرمشهر بأن الحرب يجب أن تنتهي”.
ويشير إلى خطة السلام التي قدمها المجلس الوطني للمقاومة الایرانیة في 12 مارس 1984 وتم قبولها كأساس مقبول لبدء مفاوضات السلام. وهي الخطة التي حظيت، بالإضافة إلى دعم الشعب الإيراني، بتضامن قوي من 57 دولة في العالم، ووصفها البعض بأنها أكبر عملية جريئة من قبل المقاومة لوقف الحرب المناهضة للوطن. لكن خميني لم يتراجع عن الحرب حتى تلمس خطر سقوط نظامه عندما سمع هتاف “اليوم مهران وغدا طهران”.
في صباح يوم 19 يونيو 1988، مع وصول أول لواء قتالي من جيش التحرير الوطني الإيراني إلى مدينة مهران والاستيلاء على مراكز لواء واحد وفرقتين مع كافة الكتائب القتالية والإسناد والمعسكرات و والاستيلاء على أكثر من ملياري دولار من الأسلحة والدبابات والمدرعات والمعدات المتطورة، انكسرت شوكة خميني المثيرة للحرب، وفي النهاية قبل بالقرار 598 الذي رفضه من قبل. وفي 19 تموز (يوليو) 1988، وصف خميني قبول وقف إطلاق النار بأنه “كأس سم”، وأظهر أن السلام بمثابة السم القاتل لنظامه المروج للحرب.