من أجل بث الخوف ومنع الانتفاضة
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مخطئ من يتصور بأن الشعب الايراني قد تخلى عن عملية الصراع والمواجهة ضد النظام من أجل إسقاطه، ولسيما بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، ولاسيما إذا مالاحظنا بأن نظام الملالي وخلال أيام الذکرى الاولى لإنتفاضة 16 سبتمبر، قد لجأ الى إستخدام كافة منشآته وقواه العسكرية والاستخباراتية والسياسية والصحفية في المجتمع لمنع الانتفاضة، لكن المجتمع في حالة ملتهبة وأي شرارة يمكن أن تشعل نارا الانتفاضة الشعبية في إيران، وهذا التحشيد الملفت للنظر يدل على مدى تخوف النظام المفرط من الاحداث والتطورات والاحتمالات المطروحة.
الملاحظة التي يجدر أخذها بنظر الاعتبار والاهمية، هي إنه وعلى الرغم من أقصى درجات الاحتياط والاجراءات الامنية المشددة وعمليات البطش، فقد تمكنت وحدات المقاومة من تنفيذ أكثر من 400 ممارسة مضادة للكبت والاختناق الحكومي في جميع أنحاء إيران في ذكرى الانتفاضة، وهذا الامر في حد ذاته يدل وبمنتهى الوضوح على إن الاوضاع ليست أبدا کما يصورها النظام الدکتاتوري من خلال وسائل اعلامه الصفراء المشبعة بالکذب والخداع.
الملفت للنظر إن النظام ومن أجل بث الخوف ومنع الانتفاضة، يلجأ الى تنفيذ أحکام الاعدامات أکثر من أي نظام سياسي في العالم الى جانب إن مجموعات قمعية تبادر الى إعتقالات جماعية تعسفية وبصورة يومية بالاضافة الى ماتقوم به شبيحة النظام المنتشرة في المدن بملابس مدنية من أجل التجسس ومراقبة الناس والتدخل في حالات طارئة کما حدث مع الفتاة أرميتا.، لکن وفي الجانب الآخر من الصورة، فإن إيران تشهد في سائر أرجائها عشرات الاحتجاجات والاضرابات في کل يوم، ويواجه الشباب الايراني ضباط وعملاء الامن في کل مکان دونما کلل أو ملل بما يٶکد على إن روح الرفض والمقاومة ومواجهة النظام حتي تحقيق أهداف الشعب الايراني لازالت مستمرة ولم يتمکن النظام على الرغم من کل الذي قام به من التأثير عليها.
روح الرفض والمقاومة ضد النظام وإستمرار حالة الغضب الشعبي وتصاعدها الى جانب الکثير من الدلائل والمٶشرات تٶکد على إن نظام الملالي يجلس على برميل بارود لأن نفس العوامل التي تسببت في انتفاضات 2018 و2020 و2022 لا تزال موجودة في المجتمع الإيراني.
هناك مساع حثيثة للنظام جارية على قدم وساق من أجل الحيلولة دون إندلاع إنتفاضة شعبية أخرى بوجهه ولاسيما وقد دل المسار العام للإنتفاضات إنها في حالة تصاعدية من حيث قوتها ودائرة إنتشارها، وهذا مايجعل النظام يعيش في حالة من القلق والخوف المستمر من أن تندلع إنتفاضة تجعل من النظام شذرا مذرا!