الحوار المتمدن-سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بعد أن واجه نظام الملالي خلال إنتفاضة 16 سبتمبر 2022، التي إستمرت لستة أشهر من مخاطر وتهديدات بالسقوط والانهيار، وبعد أن صار العالم کله منتبها لحجم ومستوى الرفض الشعبي السائد ضد هذا النظام، فإن الاخير يسعى حاليا للإيحاء وکأن المرحلة الصعبة جدا قد إنتهت ولم يبق هناك إلا مرحلة سهلة بإمکان النظام أن يقوم بتوظيفها لصالحه.
هذا المسعى الحثيث الذي يقوم به النظام ويسلط عليه الاضواء في وسائل اعلامه الصفراء کما ويسعى للتأکيد على ذلك من خلال الاقلام المأجورة التابعة له، هو مسعى عبثي آخر للنظام القرووسطائي من أجل إيهام نفسه وأتباعه وأذرعه العميلة في بلدان المنطقة من إنه قد ضمن کل شئ لصالحه وقضى على أعدائه وخصومه!!
إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي کانت منعطفا بالغ الخطورة في التأريخ الايراني وحددت مسارا وإتجاها واضحا للشعب الايراني وللمقاومة الايرانية يختلف تماما عن مسار وإتجاه النظام جملة وتفصيلا، إذ عکست هذه الانتفاضة تبلورا واضحا للوعي السياسي الشعبي الايراني بالوصول الى قناعة کاملة بأنه ليس من هناك من بديل عن إسقاط النظام ومن إنه الخيار الوحيد المتاح أمامه لکي يضع حدا لهذه الفترة المظلمة من التأريخ الايراني الحديث.
هذه المساعي المشبوهة والتي يقوم بها النظام على قدم وساق، والتي يتم کالعادة توظيف إمکانيات کبيرة لها من أموال الشعب الايراني، تهدف الى إقناع الرأي العام العالمي عموما ودوائر القرار خصوصا بأن صراع الشعب والمقاومة الايرانية معه قد إنتهى وتم حسمه لصالحه، وإن الطريق أمام نظام الملالي نحو المستقبل بات معبدا ومفروشا بالورود، لکن وفي خضم هذه المساعي المشبوهة والمخادعة والکاذبة برزت مناسبتا الذکرى السنوية الاولى لکل من إنتفاضة 16 سبتمبر2022 ويوم الجمعة الدامية في زاهدان في 30 سبتمبر2022، حيث قام الشعب الايراني بإحيائهما بطريقة أسقطت بيد النظام وفضعته على رٶوس الاشهاد مع ملاحظة إن النشاطات والتحرکات والفعاليات المضادة للنظام مستمرة على قدم وساق ولم تتوقف کما يسعى هذا النظام الکذب والمخادع للإيحاء.
إنتفاضة 16 سبتمبر2022، لم تکن النهاية أبدا کما يتوهم النظام ويسعى أيضا من أجل إيهام الآخرين، بل إنها بداية نهاية النظام، بداية الاعلان عن إستفتاء ثوري شامل للشعب الايراني بإسقاط هذا النظام ومن إن إسقاطه هو الخيار العملي الوحيد الذي يضمن للشعب الايراني ولأجياله الاتية مستقبلا مضمونا!