صوت العراق – محمد حسين المياحي:
منذ شهر مارس الماضي، ولاسيما بعد الخطاب الملفت للنظر الذي ألقاه خامنئي والذي سعى فيه الى إتباع خطة من أجل الإيهام بأن النظام لايزال يقف على قدميه وإنه في طريقه لتحسين الاوضاع، فإن النظام قد خلق حالة إستعراضية مثيرة للسخرية يستعرض من خلالها عضلاته الخاوية ويکشر عن أنيابه المتآکلة وکل ذلك من أجل إعادة أجواء الخوف والکبت مجددا وجعل الشعب ينأى بنفسه عن مواجهة النظام.
ليست هناك مشکلة واعدة يواجهها النظام وإنما العديد من المشاکل العويصة التي لايتمکن من إيجاد أية حلول لها، لکن مشکلته الکبرى کانت ولازالت عزم الشعب وتصميمه على إستمرار المواجهة والصراع ضده حتى إسقاطه،وقد کانت إنتفاضة سبتمبر2022، أبلغ رسالة للنظام بهذا الصدد، ومن الواضح بأن النظام قد فهم مضمون تلك الرسالة ويعمل جاهدا من أجل الحيلولة دونها.
مظاهر القوة والثبات على الصعيد الداخلي والتي يحاول النظام الإيحاء بها عبثا من دون طائل في سبيل خلق أجواء تدفع الشعب الايراني الى اليأس من مواجهته ومن إنه محصن ولايمکن إسقاطه الى جانب خداع المجتمع الدولي والإيحاء بأنه قد عبر کل الحواجز وصار آمنا، لکن الذي يجعل النظام يشعر بالخيبة والخذلان هو إن إستمرار التحرکات والنشاطات الرافضة والمتصدية له وبشکل خاص من قبل وحدات المقاومة في سائر أرجاء إيران، يفضح النظام ويکذبه على رٶوس الاشهاد.
الصراع والمواجهة الجارية بين الشعب والمقاومة الايرانية من جانب وبين النظام من جانب آخر، ليس هو صراع ومواجهة موسمية أو وقتية أو تخضع لعمال وظروف محددة تنتهي بإنتهائها، بل إنها صراع ومواجهة مصيرية لايمکن أن تنتهي إلا بحسمها وهذا ماقد جسدته وتجسده إنتفاضات أعوام 2017 و2019 و2022، ولاسيما وإن الذي يعرفه النظام جيدا بأن کل مايقوم به لن يخدع الشعب ولن يثنيه عن عزمه لأنه ليس هناك من أية ثقة بهذا النظام وبکل مايصدر عنه.
ليس هناك من فترة أو مرحلة أحس فيها النظام الايراني بالضعف والخوف واليأس کما في الفترة والمرحلة الحالية، کما لاتوجد أيضا فترة ومرحلة تجاوز خلالها النظام کل الحدود من حيث إستخدامه للممارسات القمعية بصورة مفرطة وتمادى فيها الى أبعد حد، لکن الذي يصيب النظام بيأس أکبر هو إنه کلما تمادى في إستخدامه لممارساته القمعية والبطش بالشعب الايراني، فإن الاخير يزداد عزما وحزما وإيمانا بمواصلة نضاله دونما ملل أو کلل حتى إسقاطه.