حدیث الیوم:
موقع المجلس:
بعد ما واجها نظام الملالي العام الماضي و خاصتاَ خلال انتفاضة سبتمبر عام 2022، حین انتفض طلاب الجامعات في ما لا يقل عن 204 جامعات وطلاب المدارس في ما لا يقل عن 1776 مدرسة، ووسعوا نطاق الحركة على مستوى البلاد. احدث هذا العدد الكبير من طلاب الجامعات والمدارس في الانتفاضات زلزالاً في أركان دكتاتورية ولاية الفقيه الفاسدة. حيث قام النظام بإنشاء العديد من مؤسسات القمع والسيطرة في الجامعات، وتخصيص حصة كبيرة من القبول الجامعي لعناصر الباسيج أو من يسمون بالمضحين وعائلاتهم، وغيرها من خطط النظام الضخمة والمكلفة وطويلة المدى لإغلاق مراكز التعليم (بات) غير مجدية أساسا.
وفي فبراير/شباط من الشهر الماضي، أعلن رئيسي الجلاد في رسالة سرية إلى مجلس الأمن الأعلى للنظام أن مجاهدي خلق والمعارضين لهم نفوذ واسع في جامعات البلاد، وألقى باللائمة على ذلك وقال “بالنظر إلى حجم التهديدات، هناك المزيد من التوقعات”.
تباينت تعبيرات اركان نظام الملالي عن القلق من تأثير قوى الثورة والانتفاضة على طلبة الجامعات والمدارس الايرانية، مع بدء العام الدراسي الجديد، مجددة تحذيراتها للاهل والمعلمين من فلتان الامور.
جاء ابرز هذه التحذيرات على لسان ابراهيم رئيسي خلال حفل بمناسبة اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، في مدرسة إحدى البلدات القريبة من طهران، حيث ابدى تخوف النظام من مساحة التواصل الموجودة عبر الفضاء الالكتروني، مطالبا الاهل بعدم ترك الأطفال دون اهتمام بهم وبتربيتهم، كي لا تتم سرقة تفكيرهم، أخلاقهم، وسلوكياتهم؛ مؤكدا وجود قراصنة يريدون اخضاع الأطفال لرغباتهم.
لم يوضح جلادمجزرة صیف عام 1988 ما يعنيه بالقراصنة الذين يريدون سرقة أفكار الأطفال وأخلاقهم وتصرفاتهم، لكن أئمة الجمعة المكلفين من قبل خامنئي كشفوا مقاصده، فقد حث خطيب الجمعة في إيلام المعلمين والأساتذة على توضيح الحقائق حول الأفكار المنحرفة التي تحيط بجيل الشباب كي لا يتمكن “أعداء الثورة المهزومون” من تجنيد الطلاب، وفي جزيرة كيش قال خطيب الجمعة ان الفضاء الإلكتروني أحد أسباب “أعمال الشغب العام الماضي” مما يستدعي من أفراد الأسرة مراقبة أطفالهم لحمايتهم من الوقوع في فخ الأعداء، وافاد خطيب جمعة تبريز بأن هناك مخاوف من “الوضع الثقافي الناجم عن فتنة العام الماضي” و يجب أن يكون ذلك مصدر قلق، مشددا على ضرورة التفكير بالحلول ووضع الخطط، مما يظهر أن رعب النظام جاء نتيجة لانتفاضة العام الماضي، التي شارك فيها الطلاب والتلاميذ بنشاط في ما لا يقل عن 204 جامعات و 1776 مدرسة.
في هذا السياق أعلن وزير التربية والتعليم عن تغيير 20 ألف مدير مدرسة لاحداث تحول في المدارس، كما تم تحديد 7000 مدرسة على طريق التحول ـ الذي يعني احداث تصفيات شبيهة بما جرى في الجامعات ـ مشيرا الى بدء انشطة بهذا الخصوص في 5000 مدرسة، الامر الذي يعني بوضوح انه رغم حملات الاعتقال والتصفية في المدارس والجامعات، وفصل الطلاب والمعلمين الذين شاركوا في الانتفاضة، يخشى الولي الفقيه نارا تحت الرماد.
يمكن ملاحظة الرعب الذي قاد الملالي الى خطة التحول من خلال تصريحات مدير عام أمن الجهاد الإسلامي التي جاء فيها ان “لدى العدو خطط لجميع فئاتنا من النخب وطلاب المدارس والجامعات، قد تنفذ في أية لحظة” مشددا على ان مجاهدي خلق اصل هذه الاحداث، ومشيرا الى امتلاك المجاهدين جيشا الكترونيا، ينشر أخبارًا ومقاطع كاذبة ورسلًا أجانب “خوادمهم ليست في أيدينا، ويضعون شبابنا درعًا لأعمالهم” كما توضح الوثائق المسربة من وزارة العلوم والتكنولوجيا أن العمل الرئيسي والوحيد لهذه الوزارة السيطرة على الجامعة وقمع الطلاب والأساتذة، على امل منعهم من الانضمام للانتفاضة .
يسعى حكم الولي الفقيه من خلال اجراءاته إلى عسكرة الجامعات تحت عنوان الثورة الثقافية الثانية التي أعلن مجلس الأمن القومي برئاسة الحرسي أحمد وحيدي قائد فيلق القدس السابق عن خط عملها؛ وينطبق ذلك ايضا على المدارس، مما يعني ان العام الدراسي يمثل بالنسبة للنظام الخائف من الشعب وقواه الحية شكلا من اشكال الفوبيا التي تنذر بالسقوط .