الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مثلما إن الملالي الحاکمون في إيران لايملکون أي خيار للتصدي للمشاکل والازمة العامة التي تواجههم سوى الهروب للأمام، فإنهم وبنفس السياق، لايملکون أي خيار في مواجهة الرفض الشعبي لهم سوى الممارسات القمعية، فإننا يمکن أن نصف هذا النظام بأنه محصور بين خيارين من أجل ضمان بقائه وإستمراره وهما الهروب للأمام والممارسات القمعية المستخدمة ضد الرفض الشعبي لهم.
النظام الايراني الذي ينفرد ليس عن النظم الديمقراطية من حيث إستبداده وممارساته القمعية، بل وحتى عن النظم الدکتاتورية أيضا فهو نظام إستبدادي قمعي فريد من نوعه ولاينتمي الى هذا العصر بأي شکل من الاشکال، والملفت للنظر إن العالم کله وليس الشعب الايراني فقط باتوا يعرفون الحقيقة الاستبدادية الدموية لنظام الملالي ولذلك فإنه يبدو کنظام مکروه ومنبوذ في العالم.
الاوساط الحقوقية والسياسية والاعلامية الدولية سلطت وتسلط الاضواء على الماهية الوحشية لهذا النظام الرجعي اللاإنساني وبشکل خاص من حيث إعتماده إعتمادا کليا على القمع ومراهنته على هذا الاسلوب في قمع إنتفاضة الشعب الايراني، وبهذا الصدد، فقد کتبت”ماکس نيوز” في 13 سبتمبر الجاري في تقرير لها عن انفاق النظام الإيراني الضخم لقمع من أجل قمع نضال الشعب الايراني من أجل الحرية.
وجاء في هذا التقرير أنه وفي الأشهر الـ 12 التي تلت خروج المعارضة إلى الشوارع وقادتها في المقام الأول النساء والشباب، أنفقت الثيوقراطية الحاكمة في إيران ما يقرب من 700 مليون دولار في قمع انتفاضة أخرى مثل انتفاضة 22 سبتمبر 2022.
وأشارت “ماکس نيوز”، في تقريرها بأنها قد إستسقت معلوماتها وفقا التي حصل عليها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، المجموعة الرائدة في المنفى لمعارضي الديكتاتورية المستمرة منذ 43 عاما في طهران.
وأوضحت”فاکس نيوز” في جانب آخر من التقرير بأنه وفي مؤتمر صحفي عقد في واشنطن صباح الثلاثاء، كشف المتحدثون باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن نظام آية الله خامنئي يسعى إلى “زيادة ميزانية الأجهزة القمعية” لمواجهة المنتفضين الذين نظموا مسيرات حاشدة منذ ما يقرب من عام.
وأضاف التقرير بأنه ومن أجل منع تجدد الاحتجاج في 22 سبتمبر/أيلول، قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن الوثائق السرية تتضمن طلبات للاستخبارات، ووزارة الداخلية، والبلديات، والحوزات العلمية والملالي، من أجل العمل رفع معنويات قوات النظام.
نظام الملالي الذي لم يأخذ العبرة والدرس من إستخدامه المفرط للمارسات القمعية والاعدامات على مر ال44 عاما الماضية وإستمرار الرفض الشعبي له بل وحتى الاصرار على عدم التخلي عن النضال حتى إسقاطه، لايعلم بأن ممارساته القمعية لم تعد تنفعه بشئ وإنه وکأي نظام دکتاتوري راهن على القمع، قد وصل الى آخر الطريق.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.