حدیث الیوم:
موقع المجلس:
اتاح اعلان نظام الملالي عن استدعاء 104 من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الایرانیة للمحكمة الجنائية رقم 1 في طهران قبل اسبوع اتاحت فرصة للتحرش وسائل الاعلام الرسمية الايرانية بالمجاهدين ولم يخل الامر من محاولات المراقبين تحليل هذه الخطوة لوضعها في سياقها الطبيعي.
وجد المراقبون في اخضاع العلاقة بين الملالي والمجاهدين للقانون ما يثير استغرابهم، فلم يسبق ان خضع مجاهدون لمحاكمات، بحضور محامي دفاع في محكمة جنائية عادية، حتى لو كان ذلك في اطار القانون المفبرك، بما في ذلك ضحايا مذبحة الـ 30 ألف سجين سياسي عام 1988.
كتب احمد زيد ابادي المحسوب على التيار المهزوم مقالة عن عقلانية مثل هذا التصرف، تساءل فيها عن الذي يجرؤ من داخل الدولة على تمثيل رؤساء المنظمة والدفاع عنهم، مشيرا الى ان هذه المحكمة تتيح لمجاهدي خلق فرصة تقديم انفسهم باعتبارهم المعارضة الرئيسية والفعالة للنظام وضحية دعايته.
في سياق تغطيته للحدث توقف محلل اذاعة فرنسا عند عدم تقديم القضاء الايراني توضيحا للقرار غير المتوقع والغريب، مشيرا إلى مقال قديم نشر في وكالة أنباء الباسيج في 24 ديسمبر 2022 كتبه شخص يدعى حسام رضائي، اعترف فيه أن جمهورية إيران الإسلامية تعتقد بأن الغرب وخاصة الولايات المتحدة قبلت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بديلا وحيدا للحكومة الإسلامية الإيرانية.
يعكس رأي محلل الباسيج بوضوح مخاوف النظام من موقف مجاهدي خلق كونهم البديل، فقد نشرت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) ملخصا لمائدة مستديرة بمشاركة 5 شخصيات أمنية وصحافية، بعضهم محققون في اجهزة القمع التابعة للنظام، تم خلالها طرح سؤالين احدهما عن سبب أهمية منظمة مجاهدي خلق، والاخر حول بقاءها واستمرارها.
جاءت الاجابات بان “التاريخ يعيد نفسه وربما يعود مجاهدو خلق” وان “مجاهدي خلق قضية يومنا وليست مجرد قضية تاريخ” وان “تنظيم مجاهدي خلق قسم البلاد بين الحكومة والمعارضة” كما ظل فصل رجال الدين والحكومة عن الشعب تحت قيادة التنظيم، ليصل المنتدون الى خلاصة مفادها ان “قضيتنا الأساسية في البلاد هي مجاهدي خلق وعلينا التعامل معهم”.
يتضح من خلال النقاشات أن استدعاء أعضاء منظمة مجاهدي خلق إلى المحكمة وتقديم محام لهم بهذه الطريقة الكاريكاتورية نتيجة لخوف ويأس حكم الولي الفقيه والخطر الفعلي والملح الذي يشعر به خامنئي على سيادته في الظروف التصعيدية التي تسود المجتمع، وبالتالي يكشف اكثر من اي وقت مضى عن خشية النظام من بديله القوي الوحيد واستمرار الانتفاضة.