صوت العراق – محمد حسين المياحي:
يمکن القول بأن القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في حالة سباق مع الزمن من أجل تدارك الاوضاع المتدهورة لهم والتي تزداد هشاشة يوما بعد يوم وبشکل خاص بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي غيرت مسار الاحداث والتطورات بإتجاه مختلف 100%، لکن الذي يقض مضجع النظام ويفضح حقيقة مزاعمه الکاذبة والمخادعة هو ماقد جرى خلال اجتماعات مٶتمر إيران الحرة 2023، والذي رکز خلال أربعة أيام على الاوضاع المتدهورة والهشة في إيران وعلى کون النظام الاستبدادي الحاکم قد أصبح في حالة دفاع سلمي يجاهد من أجل إعادة الاوضاع الى سابق عهدها عبثا ومن دون طائل.
حقيقة الاوضاع الهشة في إيران وتراخي قبضة النظام على الاوضاع والامور وتزايد الرفض والمواجهة الشعبية ضد النظام وکما تم ذکرها والإشارة إليها خلال مٶتمر إيران الحرة 2023، قد سلط الاعلام العالمي الاضواء عليها بصورة ملفتة للنظر، وبهذا الصدد فقدأکدت صحيفة لوموند الفرنسية بأن النظام الإيراني يواجه موجة جديدة من الاحتجاجات الاقتصادية والاجتماعية، وقالت هذه الصحيفة التي تعتبر واحدة من أهم الصحف العالمية وهي تتحدث عن الرفض الشعبي للنظام:” الحكومة الإيرانية تعرضت لموجة جديدة من الاحتجاجات الاقتصادية والاجتماعية من قبل الشعب. فالناس غاضبون للغاية من لامبالاة القادة وتدهور مستوياتهم المعيشية، بينما ينتفع أبناء الذوات من الامتيازات والريع السلطوي. وبحسب لوموند، فإن غضب الشعب هو نار تحت الرماد”.
ولاريب من إن النظام الذي طالما حاول بکل قواه التستر على حقيقة الاوضاع السائدة والإيحاء کذبا ودجلا بخلافها، لکن المشکلة الکبيرة التي يعاني منها النظام ويواجهها من دون أن يتمکن بتخطيها، هي إن السياق العام للأوضاع قد طرأ عليها تغيير جوهري ولم يعد کذب النظام ينطلي على أحد بل وحتى إن الخطب التي تم تقديمها أثناء إجتماعات مٶتمر إيران الحرة 2023، قد إهتمت بها وسائل الاعلام العالمية أکثر من مزاعم وأکاذيب النظام، کما إن الشعب الايراني قبل ذلك لم يعد يصدق بمزاعم النظام الکذاب والمخالف إطلاقا لأنه يعرف إن هدفه الاساسي هو خداع الشعب الايراني والعالم وعکس صورة مصطنعة لاتعبر أبدا عن الواقع الايراني.
بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وتجمع إيران الحرة 2023، فإن هناك ثمة حقيقة ماثلة تٶکد بأن النظام الايراني يعيش أزمة عميقة جدا ولم يعد بإمکانه کالسابق أن يتخطاها أو على الاقل أن يلتقط أنفاسه فهو محشور في زاوية ضيقة ليس هناك من أي مجال فيها للمناورة والتحرك.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.