صوت العراق – محمد حسين المياحي:
عندما قام الشعب الايراني بإسقاط النظام الملکي في إيران في عام 1979، فإنه کان ينتظر قيام نظام سياسي ديمقراطي يجسد ويعبر عن آماله وطموحاته ويسدل الستار على کل مظاهر القمع والاستبداد ومصادرة الحريات، لکن الصدمة الکبرى للشعب الايراني کانت عندما رأى بأم عينيه إن التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية يرکب تيار الثورة ويقوم بتفريغها من محتواها الوطني الانساني والحضاري ويجعل منها ذات محتوى ومضمون ديني متطرف بحت، خصوصا وإن الشعب قد تيقن من ذلك منذ البدايات وتعزز ذلك مع تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في 20 يونيو1981، والذي منح الامل مجددا للشعب للنضال والمواجهة من أجل إسقاط هذا النظام کما تم إسقاط سلفه نظام الشاه.
اليوم ومع إقتراب الذکرى السنوية ال42 لتأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يتزامن مع أحداث وتطورات غير عادية تٶکد على عزم وتصميم الشعب الايراني والمقاومة الايرانية على إستمرار النضال والمواجهة ضد النظام القائم حتى إسقاطه، وإن تزامن ذکرى هذه السنة مع الانتفاضة الشعبية العارمة التي إستمرت لستة أشهر، يٶکد بأن ماقد تأسس من أجله المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لم يذهب عبثا وسيبقى حافزا ومنارا للشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير، بل إنه حتى يعني إستمرار الجهود من أجل إعادة الثورة الايرانية الب أصحابها الحقيقيين.
وبمناسبة هذه الذکرى، فإنه وفي الاول من يوليو القادم، فإنه من المتوقع وبحسب المعلومات الواردة من مصادر مختلفة، أن يلتقي عشرات الآلاف من الإيرانيين وأنصارهم الدوليين في باريس من جميع أنحاء العالم. هناك، سينظمون مظاهرات تنتقد السياسات الغربية التقليدية تجاه النظام الإيراني وتعبر عن تضامنها مع حركة الاحتجاج الإيرانية المستمرة. لا تزال هناك الكثير من مقاطع الفيديو والصور تظهر على منصات التواصل الاجتماعي، مما يدل على أن انتفاضة العام الماضي على مستوى البلاد يمكن أن تتوسع.
الملفت للنظر إن الانتفاضة الاخيرة وبشکل خاص الاشهر الثلاثة الاخيرة من عام 2022، عندما قام النظام الايراني بقتل أكثر من 750 متظاهرا في شوارع مدن مختلفة وفي مراكز احتجاز النظام. وهو ماأکد على نقطتين مهمتين؛ الاول مدى عزم وإصرار الشعب على مواصلة النضال والمواجهة ضد هذا النظام والثاني هو مدى وحشية وإجرام النظام الذي لايتوانى عن أي شئ من أجل تحقيق أهدافه، وبطبيعة الحال فإن الدور التعبوي غير العادي للمقاومة الايرانية في قيادة النضال الشعبي من أجل الحرية والتغيير في إيران، أثار ويثير خوف وهلع النظام الايراني وهذا هو السر وراء المکالمة التلفونية المطولة التي أجراها ابراهيم رئيسي مع الرئيس الفرنسي وذلك من أجل الحيلولة دون السماح للمقاومة الايرانية بالتظاهرات وعقد التجمع السنوي العام من أجل التضامن مع نضال الشعب الايراني من أجل الحرية، وقطعا فإن عدم السماح من قبل فرنسا للمقاومة الايرانية بإقامة التظاهرات والتجمع السنوي العام لهذه السنة سوف تکون فضيحة ووصمة عار في جبين الديمقراطية الفرنسية العريقة.