الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
يواجه النظام الايراني موقفا صعبا وحرجا في الوقت ذاته، إذ بعد کل تلك التصريحات والخطب الرنانة التي قدمها الثنائي خامنئي ورئيسي، ولوحوا من خلالها بأن الامور تسير على أحسن مايرام وإن الاوضاع الاقتصادية تسير بإتجاه التحسن، فإنه ومع التدقيق في الاحداث والتطورات الجارية على أرض الواقع وماتشهد الساحة الايرانية من حالة تذمر وسخط وغضب وتزايد الاحتجاجات بصورة ملفتة للنظر، فإن لاشئ يوحي بحدوث تغيير إيجابي لصالح النظام کما يدعي کل من خامنئي ورئيسي.
خامنئي الذي بشر مسبقا بأن عهد رئيسي سيکون العهد المثالي الذي سيتم خلاله معالجة الاوضاع السلبية وتحقيق ماقد عجز عنه أسلافه، يحاول اليوم من خلال کذبة الترکيز على الاوضاع الاقتصادية أن يغطي على عجز وفشل من نصبه عنوة، والذي يلفت النظر کثيرا إن الاوضاع قد ساءت أکثر من السابق بعد تصريحات خامنئي نفسه، خصوصا وإنه ومع تصريحات خامنئي کانت هناك تصريحات متزامنة من جانب مسٶولين في النظام تٶکد وخامة الاوضاع وإستحالة تحسينها بل وحتى إن البعض منهم قد ذهب الى إنه حتى لو تم رفع العقوبات وسمحوا للنظام بأن يصدر النفط کما يشاء، فإن الاوضاع ستبقى سلبية ولن تتحسن بالصورة التي تنعکس إيجابيا على الاوضاع المعيشية للشعب الايراني بشکل خاص وعلى عموم الاوضاع الاخرى.
الاوضاع السلبية التي يعاني منها النظام الايراني، ليست وليدة أخطاء رئيس أو رئيسين سابقين للنظام بل إنها نتيجة أزمة خانقة يتوارثها النظام عاما بعد عام ورئيسا بعد رئيس، وهي أزمة تتعلق وترتبط جدليا بالنظام وترکيبته الفکرية ـ الاجتماعية والنهج الذي إتبعه ويتبعه. وخامنئي قبل غيره يعلم جيدا من إنه لايمکن حل أزمة النظام کما يزعم هو ويقوم بترديده قادة نظامه ومسٶوليه، لأن حل هذه الازمة تربط بالنظام ذاته ولايمکن حلها إلا بتغيير النظام جذريا، وهذا هو السب في اسلوب الهروب المستمر للأمام الذي يتبعه خامنئي ونظامه من أجل ضمان بقاء النظام وإستمراره
الازمة الخانقة التي وصلت الى حد إن أکثر من 50 ألف مسجد من أصل 75 ألف مسجد، قد تم إغلاقها ولم يعد الناس يذهبون الى المساجد کما جاء في التقرير الذي قدمه ممثل خامنئي للشٶون الدينية الى رئيسي مٶخرا، وهو يدل على إن الازمة قد تخطت کل الحدود المألوفة ووصلت الى مرحلة بالغة الخطورة والحساسية عندما مست المساجد التي يعتمد عليها النظام إعتمادا کبيرا للدعاية لصالحه وحث الشعب الايراني على موالاته، ومن دون شك فإن هذا التطور غير العادي يدل وبکل وضوح على إن الازمة قد بلغت ذروتها وباتت تمسك بخناق النظام بکل قوة!