موقع المجلس:
في مقابلة مع جواد إمام، أحد عناصر النظام، وهو كان أحد الوكلاء العاملين في الحملة الانتخابية لمير حسين موسوي، نشر موقع “ديدار” ؛ يوم الأحد، 4 يونيو، نقلا عنه: “علينا أن ننتظر الأحداث المؤسفة، وعندها ستكون سيلا عارما، هناك الآن إشارات منها نحن نراها، وفي حالة حدوث ذلك ولا يمكن وضع أي شيء في مكانها لأنه لا يمكن لأي حكومة أن تكون حكومة ناجحة بدون دعم الشعب”.
واعترف جواد إمام، في استكمال حديثه، باشمئزاز وكراهية الجمهور من خميني ونظام الملالي برمته: “اليوم، لا يوجد شيء اسمه جمهورية على الإطلاق، ليس لها معنى، لا وجود لها. بنوع القرارات التي يتم اتخاذها في شكل ديكتاتورية، وجيل اليوم كل ما يراه ويشهده، ينسب كل شيء إلى الإمام (يعني خميني) وأعتقد أن هذا تم عن قصد وأنا لا أقول أن الإمام كان معصوما و لم يكن مخطئا … ”
الجدیر بالذکر، أن وكيل النظام هذا، الذي ينخرط الآن في أعمال النهب والسلب بصفته ناشطًا إصلاحيًا وكأمين عام للحزب المعروف باسم (ايثارگران)، أظهر في مقابلته خوفه من مستقبل النظام المحتوم، وقال: “اليوم لا نوفر شروطا للاحتجاج على الوضع الراهن وعلينا الانتظارلأحداث مؤسفة وبعد ذلك سيكون سیلا عارما إذا حدث، الآن ونرى علامات عليه فلا يمكن وضع أي شيء في مكانه لأنه لا يمكن لأي حكومة أن تكون حكومة ناجحة بدون دعم الشعب ولا يمكنها ضمان بقائها. نحن نتمكن من ضمان بقاء الحكومة في وقت، خاصة في جمهورية حيث يكون للشعب دور يلعبه ويشارك ويكون حاسمًا، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف يزداد الوضع سوءًا يومًا بعد يوم”.
ذات الصلة
مريم رجوی: الانتفاضة الأخيرة انفجار سياسی ناتج عن تراکم غضب شعبی عارم
الجمعة، 27 أبريل 2018
ـ نطالب بنظام جمهوری مبنی علی الفصل بين الدين والدولة
ـ توحد مطالب المتظاهرين فی کل المدن دليل قاطع علی أننا نجحنا فی إدارة الانتفاضة
ـ المرأة الإيرانية أبرزت إرادتها للثورة ضد النظام الدينی فی إيران
ـ فی إيران وصلت أعداد العاطلين عن العمل إلی أکثر من 10 ملايين
ـ 20 مليون نسمة يقطنون العشوائيات فی المدن وثلث الإيرانيين جياع
ـ خامنئی اعترف بدور مجاهدی خلق فی الاحتجاجات لأنه مذعور من دورنا
ـ الصحافة الفرنسية تحدثت عن ضغوط النظام علی فرنسا لتسليمنا
ـ ندعم الشعوب غير الفارسية وإخواننا من أهل السنة
من يقرأ تاريخ إيران السياسی يعرف أنه ما من حال ظل علی ما هو عليه، ففی تلک البلاد المفعمة بالعجائب والتناقضات والواقعة خلف حواجز طبيعية منيعة من جبال فارس، تتحول الأوضاع فی حياة المرء وتتبدل عدة مرات، ولا يبقی مسئول فی المنصب إلی الأبد، کما لا يبقی معارض فی مقاعد المعارضة إلی الأبد، وهذه إحدی حقائق السياسة التی شهد بها التاريخ القريب، فالشاه محمد رضا بهلوی تحول من العرش إلی المنفی ومات فی منفاه، واللخمينی انتقل من المنفی إلی السلطة ومات فی وطنه، وأبو الحسن بنی صدر تقلب بين المنفی والسلطة ثم المنفی مرة أخری.
ولا تعد السيدة مريم رجوی، استثناء من تلک القاعدة، بل يعتبر تاريخها السياسی المتنقل بين العمل فی منظمة مجاهدی خلق، ثم اشتراکها فی الثورة ضد الشاه، ثم نجاحها فی الإطاحة به، ثم انقلاب الخمينی عليها، ثم نفيها وجلوسها علی مقعد رئاسة الجمهورية الإيرانية الموازية، وزعامة المجلس الوطنی للمقاومة الإيرانية، علامة علی ديمومة تلک الحالة الإيرانية الخالصة، تلک التی لا يبقی فيها المرء علی قمة السلطة إلی الأبد، ولا يبقی فيها المعارض منفيا إلی الأبد.
“اليوم السابع” باعتبارها وسيلة إعلام تتخذ من مصريتها وعروبتها وقوميتها منصة للرصد والمتابعة والتحليل والاستقراء، ولأنها کانت مراقبة ـ لحظة بلحظة ـ للحراک السياسی الأخير فی إيران، مع اندلاع موجة احتجاجات ديسمبر؛ فقد رأت أنه من الضرورة بمکان الاقتراب من العقلية الاستراتيجية لشخصية سياسية اتهمها النظام الإيرانی علی لسان مرشده ورئيسه، بأنها کانت الدافع والمحرک لتلک التظاهرات والأعمال الاحتجاجية، ومحاورتها، لکن قبل الخوض فی تفاصيل الحوار يتعين علينا إجلاء عدد من الحقائق التی تساعد علی فهم الحوار بطريقة مثلی، بدون الخوض فی کيفية الوصول إلی أو التواصل مع السيدة رجوی.
أولا: أن الحوار يستمد أهميته ليس فقط من الفعل السياسی الحاشد والمکثف للمجلس الوطنی للمقاومة الإيرانية، بل من حرکة أصابع الاتهام الرسمية تلک التی وُجِهت إلی المجلس وأعضائه وزعيمته، مريم رجوی.
ثانيا: أن تحليل الأحداث الأخيرة يبين أن للمجلس أعضاء وعناصر بالداخل لديهم القدرة علی تحريک السواکن فی السياسة، وحشد الجماهير، والقيام بالفعل الثوری، ونقل ما يجری إلی الخارج؛ ما يعنی قدرة المجلس علی التأثير فی الداخل حتی لو کان يدير العملية الاحتجاجية علی البُعْد.
ثالثا: أن العلاقة بين مريم رجوی کزعيمة سياسية التف حولها المعارضون فی الخارج، وخامنئی، تشبه إلی حد التطابق ـ العلاقة المحتدمة التی أدارها الخمينی فی منفاه بضاحية نوفل لو شاتو فی باريس مع الشاه محمد رضا بهلوی حتی تمکن من إسقاطه، وعليه اکتسبت رجوی مکانتها من توحد المعارضة الفارسية وشعوب القوميات غير الفارسية حولها، وأعادت إلی الأذهان أحداث نحو 17 عاما من معارضة الخمينی للأسرة البهلوية.