الجمعة,29مارس,2024

المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية 2023

المؤتمر السنوي2023

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارأحدث الاخبار: اخبار المقاومة الايرانيةالأوروبيون وسمعتهم وما تبقى من قيمهم في مهب الريح…

الأوروبيون وسمعتهم وما تبقى من قيمهم في مهب الريح…

ایلاف – د. محمد الموسوي:
نعلم بلا أدنى شك أو تردد ما ينتهجه النظام الأوروبي من سياسات عالمية وأخرى أشد ضربات تجاه دول وشعوب الشرق الأوسط، ونعزل بين نظرتنا للشعوب والأنظمة فذاك هو العدل الذي نبتغيه ونرجوه أن يعم عالمنا المتجه نحو الخراب والدمار، وجزءا من هذا الدمار هو نتاج تلك السياسات الغربية التي تتعامل بإنتقائية مع المواقف والأحداث من حولها فإن شاءت كان النظام الإيراني إرهابيا وإن شاءت كان نظاما جميلا يوزع الورود في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن والأردن والشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا.

لم تكن بلجيكا أول المهادنين الأوروبيين والغربيين مع نظام الملالي الفاشي ولن تكون الأخيرة وقد سبقها إلى ذلك دولا وشخصيات أوربية كثيرة لا داعي إلى ذكرها، ولكن القضاء والتشريع الأوروبيين كانا على الدوام منقذين حافظين لماء وجه سياسييهم وصانعي سياساتهم.؛ كما لم تغرر عمائم النظام القبيحة تلك بالعرب والمسلمين سُنةً وشيعةً فحسب بل غررت وعبثت بعقول قادة دول شهد التاريخ على أنهم ظلموا وظلموا أنفسهم وقعوا بسهولة في فخ إحتيالات نظام الملالي وكانت تبريراتهم فيما بعد واهية بحجة أن هناك تياراً يُدعى بالإصلاحي في إيران يُمكن التعويل عليه؛ ثم تزول الأقنعة وتنكشف الحقائق.. حقيقة وهم ما يدعون في الغرب من وهم مؤطر في أُطر قانونية، ومن المؤكد أن تيارا محدوداً في الغرب تيار المصالح هو من آمن بأسطورة وخديعة الإصلاحيين كعنوان تنتعش تحته المصالح في الغرب وفي الشرق الأوسط أيضاً؛ أما التيار الأعظم فيعلم أنها مناورة وتقاسم أدوار من قبل الملالي للحفاظ على نظامهم وسلطانهم فكلهم شركاء على سفينة ولاية الفقيه، وكان رد الشعب الإيراني الثائر على نظام الملالي والغرب في آن واحد من خلال شعار (لا إصلاحيين .. ولا متطرفين .. لقد انتهت الرواية) ويعني الشعار إنتهاء مسرحية العبث مسرحية الإصلاحيين والمتطرفين اللذان يتقاسمان الأدوار في إدارة الدولة وحفظ المنافع.

قبل وقت ليس ببعيد أقرت الأغلبية التشريعية الأوروبية التي تمثل الشرعية الشعبية الأوروبية والرأي العام الأوروبي الحر.. أقرت بضرورة وضع ما يسمى بـ “الحرس الثوري الإيراني” على قائمة الإرهاب وتتدخل الدولة الاوروبية العميقة لتنقذ الملالي وحرسهم الذي بسقوطه يزولون من الوجود كليا فالحرس هو ذراع الموت لديهم ووسيلة تهديد وترويض الكثيرين في هذا العالم على ما يبدو..، رفضت الدولة الأوروبية العميقة المساس بالحرس ونظامه وتواصل سياسة المهادنة مع النظام حتى، وبالأمس تنفذ بلجيكا صفقة مشينة مع الملالي وضعتها في إطار إتفاقية بادلت من خلالها دبلوماسيا إرهابيا برهائن أبرياء لم يكونوا أول الرهائن ولن يكونوا أخر الرهائن ولن تكون هذه الصفقة أخر التنازلات والركوع أمام نظام الملالي الفاشي، ولن يكون هذا أخر صورة دعم تقدمها الدولة العميقة في أوروبا للملالي.

السؤال هنا أي منطق وأي قانون هنا يربط بين خاطفي الرهائن والدول..؟ وهل من الصواب إجراء إتفاقيات مع خاطفي الرهائن؟ وأي قيم حضارية وإنسانية وديمقراطية هذه التي يحملها الغرب وملأ بضجيجها الآفاق وتسمح له بإبرام إتفاقيات مع قتلة الأطفال والنساء وإعدام السجناء السياسيين وخطف الأبرياء من الإيرانيين وقمع الطلاب وتسميم الفتيات وخطف الأجانب والمساومة بهم داخل إيران، والتعدي على سيادة وكرامة الدول والشعوب وتهديد أمنها خارج إيران..؟ وأي نظام عالمي هذا الذي يطعن بمنظومته الفكرية والقانونية من خلال تعاطيه ودعمه لنظام إرهابي كنظام الملالي؟ لقد وضع الأوروبيون والغربيون والنظام العالمي خاصتهم أنفسهم أمام مساءلة مشروعة.. كيف تدينون الإرهاب وتدعمونه في نفس الوقت؟ هل تعرفون الإرهاب وفق أهوائكم وما تقتضيه ضرورات المرحلة السياسية لديكم؟ أم أن هناك تعاريف قانونية منطقية تتوافق مع مصالح الجميع ويكون العمل بها وتنفيذها واجب على الجميع وبنفس الكيفية سواء كان الأمر في أوروبا أو أمريكا أو الشرق الأوسط؟ أما الواقع والحقيقة هي أن الأوروبيون والغرب ونظامهم العالمي يسوق تعاريفه وفق أهوائه؛ فتارة تكون الضحية إرهابية، وتارة يكون الإرهابي حافظاً للنظام أو مدافعاً عن النفس أو يستحق المحاولة للتشاور في الدوافع والأسباب.. وأما إن دافعت الضحية عن نفسها فلا تستغرب إن إنتفض الغرب بوجهها على الفور ووصفها بالإرهابية.

في حالة كالتي دارت بين بلجيكا والملالي بين دولة يفترض أنها متحضرة وتدنت إلى مستوى المساومة والتسليم لخاطفي رهائن تناست بلجيكا حق المدعين بالحق الشخصي الذين ربحوا القضية بالعدل أمام القضاء البلجيكي العادل في محاكمة تاريخية لم يستطع فيها الجناة إنكار ما ارتكبوا أمام سيل الوقائع والأدلة والحقائق.. هل فكرت الحكومة في حق المتضررين.. هل فكرت فرنسا في حق سيادتها على أراضيها حيث وقعت الجريمة التي ارتكبها الدبلوماسي الإرهابي وخليته الإرهابية أم أنها أي فرنسا هي الأخرى جزءا من مشاريع المساومة والمهادنة لحصد مشاريع لتوتال النفطية.؟

لقد كان واضحا تماما من خلال عدم استئناف الدبلوماسي الإرهابي للحكم الصادر بحقه بـ 20 سنة سجن في بلجيكا أن هناك أمراً يدبرونه بالليل لمثل هذه الصفقة التي تمت بالأمس بين الملالي وبلجيكا ليصبح مجرما إرهابيا حراً طليقاً وتصبح أوروبا مسرحاً سهلاً لإرهاب الملالي واستهتارهم.

وللشعوب نقول قيمكم ومدنيتكم المعاصرة أيها الأوروبيون على المحك وفي مهب الريح، فلا زالت الحقبة الإستعمارية تلاحقهم.. فماذا ينتظرهم بعد من ملاحقات تاريخية تبقى جيلاً بعد جيل.