واشنطن-ديسي: يوم الخميس,2 نوفمبر, وزًع مصرف فكري يركِز على السياسة الأمريكية تجاه ايران, خلال مؤتمر صحفي,إذاعي,متلفز في مبنى النادي الوطني للصحفيين في واشنطن دي سي, كتاباً جديداً,يحمل الإسم المعنون أعلاه, في 206 صفحة,يحتوي على ثلاثة فصول.الفصل الأول مخصص لطبيعة النظام الإيراني ويتطرق إلى النهج الذي يتبعه نظام قائم على الفاشية الدينية لإقامة إمبراطورية إسلامية في المنطقة وكيف إن هذا النظام كان يسعى لتحقيق أهدافه الطموحة خلال حرب الأعوام الثمانية,الإيرانية-العراقية وكيف إستطاعت آيدولوجية ولاية الفقيه إثر الإطاحة بنظام الشاه أن تبني هياكلها بواسطة خميني ومعاونيه. 
وأما الفصل الثاني فإنه مخصص لبحوث ودراسات واسعة على مدى عام ونصف العام,قام بها فريق رفيع المستوى في لجنة سياسة ايران. وقد وضعت اللجنة دراسة حول مجمل المواقف التي إتخذها المسؤولون في نظام خميني في مجال السياسة الحارجية طوال السنوات الستة والعشرين الماضية ومقارنتها بالتهديدات الخارجية التي واجهها الملالي طوال هذه الفترة.وتحتوي هذه الدراسة على أكثر من 2400 موقفاً إتخذها مسؤولو النظام طوال هذه الفترة وهي دراسة فريدة من نوعها مقارنة بدراسات مماثلة.وقد ذكر إن الأسلوب المتبع في هذه الدراسة هو أسلوب علمي يطلق عليه إسم«دراسات الكمً» والتي تتم حسب الطريقة التي جاء بها أول مرة خلال الستينات الباحث,رابرت نورث.
وبناءً على هذه التحقيقات,فإن مواقف وممارسات مسؤولي النظام عند مواجهته لأخطار حقيقية من الخارج, لم تكن كردود أفعال تجاه هذه التهديدات, بل إن الخط البياتي لها يشير بأن هذه المواقف مستلهمة من آيدولوجية أصولية متعنتة.إن هذه الدراسات تتناقض ومايراه الكثير من المحللين في ايران والشرق الأوسط من إن تهديدات النظام الإيراني ضد دول الشرق الأوسط والدول الغربية هي بمثابة ردة فعل طبيعية من جانب حكام طهران تجاه تهديد خارجي وإن تصرفات الملالي القابعين في طهران ستتغير في حال التخفيف من حدة هذه التهديدات.إن التحقيقات الجديدة التي أجرتها لجنة سياسة ايران تؤكد على إن تهديدات النظام الإيراني سوف لن تخف في حال حدوث تغيير في تصرفات الدول الغربية حيال هذا النظام وتخفيف الضغط عليه, وإن حكام طهران سوف يواصلون مسعاهم لتحقيق أحلامهم الطموحة بإتجاه إقامة الحكومة الإسلامية.
ويستخلص هذا الفصل من الكتاب إلى أن عدم الإستقرار لهذا النظام يتفاقم باضطراد بعد كسر شوكة الملالي في ايران وفشل نظامهم في توسيع رقعة آيدولوجية ولاية الفقيه خارج الحدود الإيرانية.ولهذا السبب فإن النظام الإيراني قد يلجأ أكثر من السابق إلى القيام بمغامرات إقليمية أو تهديدات ضد الدول الغربية كما وإن محاولات النظام الإيراني لإمتلاك السلاح النووي ستزداد حدة.
والفصل الثالث من الكتاب وبعد الأخذ بالإعتبار طبيعة النظام والدراسات التي أجريت بشأن ردود أفعاله, يتساءل عن السياسة الأنجع التي يمكن أتخاذهاونتائجها الأوفر حظاً باتجاه السيطرة على تهديدات النظام الإيراني. ويتطرق هذا الفصل من الكتاب إلى الحلول الديبلوماسية والعوائق التي تعترض طريقها وإلى عدم تحقيق النتائج المرجوة منها حتى الآن.
وبعد دراسة معمقة حول أساليب العمل العسكرية ضد النظام الإيراني من جانب الدول الأجنبية وتتبع مكامن الضعف والقوة في كلِ من هذه الحلول,تستخلص لجنة سياسة ايران إلى أن الحل العسكري, رغم بعض ما فيه من امكانيات فعلية للتطبيق, لايمثل حلاً مطلوباً في إطاره العام وسوف يخلف تداعياتِ مدمرة.
بعد ذلك, وضعت لجنة سياسة ايران دراسة حول قوى المعارضة الإيرانية وقدرات وممارسات منظمة مجاهدين خلق ايران منذ الإطاحة بنظام الشاه وإستخلصت إلى إن إدراج المجاهدين في القائمة كمنظمة إرهابية أجنبية, كانت سياسة خاطئة ومدمرة وإن المصالح القومية والإقليمية تفرض شطب إسم منظمة مجاهدين خلق ايران, عن قوائم الإرهاب.
وقد تحدثت الباحثة في لجنة سياسة ايران السيدة كلير لوبز في هذا المؤتمر عن طبيعة النظام الإيراني قائة:إن حكام طهران الملالي يؤمنون بإقامة حكومة إسلامية عالمية وقد كان هذا الأمر ملموساً من الشعارات التي كانت تطلق منذ الأيام الأولى للثورة. واليوم أيضاً فإن أحمدي نجاد يمثل نفس القيم الخاصة بحكومة ولاية الفقيه. رئيس لجنة سياسة ايران, البروفسور تانتر قال: عندما بدأت لجنة سياسة ايران تحقيقاتها, كنًا نواجه جملة من الأسئلة,إستوجب الرد عليها,منها:منذ الثورة الإيرانية عام 1979 ,إلى أي درجة تكون التصرفات والشعارات العدائية للنظام الإيراني ضد أميركا وإسرائيل ,ناجمة عن شعور هذا النظام بالتهديد من جانب هدين البلدين؟ وإلى أية درجة تكون الآيدولوجية الخاصة بالنظام الإيراني هي التي تعمل كجهازِ محركِ للتعبير عن هذا الموقف العدايي؟
وإستطرد البروفيسور تانتر قائلاً:نحن ومن خلال إستخدامنا لأسلوب البحث المتبع في جامعة إستاتفورد وبمساعدة فريق من الباحثين, بمن فيهم طلاب جامعة جورج تاون في واشنطن دي سي, تمكنا من إعطاء إجابة إيجابية لهذه الدراسات وأن ندرس التصرفات والممارسات المستقبلية للنظام الإيراني حيال المجتمع الدولي وذلك من خلال البحوث التي أجريناها بشأن ممارسات ومواقف النظام الايراني على مدى الأعوام الستة والعشرين الماضية.
الرائد المتقاعد في القوة الجوية,جاك نش, إستخدم أسلوب باور بوينت لدراسة مختلف الخيارات المتوفرة لدى أميركا والمجتمع الدولي والمشاكل التي تعترض الحل العسكري وإستخلص إلي القول بأن المجتمع الدولي يتبغي ألًا يلجأ للحل العسكري كردة فعل تجاه الفشل في الحل الديبلوماسي الذي أسفروبوضوح عن نتائج محدودة, لأن هناك حلاً ثالثاً مازال المجتمع الدولي لم يجرِبه بعد.
المدير السابق لمؤسسة حقوق الإنسان المعروفة(فريدوم هاوس) والرئيس السابق للمعهد الدولي للجمهوريين في أميركا, بروس مك كولم قال: رغم إن الحكومة الفرنسية قد قامت بمداهمة مقر السيدة مريم رجوي وفرضت عليها الكثير من المضايقات, إلا أن القضاء الفرنسي وفي نهاية المطاف,إستنتجت بإن لا شئ يفرض الإستمرار بهذه المضايقات حيث تم رفعها فعلاً.
في الوقت الحاضر هناك الكثير من الدول والهيئآت الأوروبية منهمكة في دراسة موقع المجاهدين في القائمة على وزارة الخارجية الأمريكية أن تبادر بتغيير سياستها تجاه ايران وأن تسحب إسم مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة عن قائمة المنظمات الإرهابية.إن الحكومة الأمريكية وبعد الإطاحة في السابق بالحكومة الوطنية للدكتور مصدق عبر الإنقلاب العسكري في العام 1953 ,أوإعطاء الدعم لأحمد جلبي لبي, المعارضة المسطنعة,عليها أن تبني سياستها على دعم المعارضة الشرعية الداعية لتغيير النظام.إن هذا الإجراء يتمتع بالشرعية أكثر من أي وقت مضى,لأن ايران اليوم تشهد الكثير من المواجهات والمظاهرات حيث تزداد وتتفاقم حدًتها كل عام.
