بحزاني – منى سالم الجبوري:
بداية يجب القول بأن أي نشاط مضاد لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يخرج عن النطاق المألوف ويتخذ سياقا وإتجاها شعبيا عاما، فإنه يثير ذعر النظام ويضعه في حالة الاستعداد غير العادي من أجل مواجهة ذلك النشاط. إنتفاضات أعوام 2009 وأواخرعام 2017 وأواخر عام 2019، کانت بمثابة ضربات سياسية ـ فکرية ضد النظام ولفتت الانظار الى حقيقة بالغة الاهمية وهي إن الشعب الايراني ليس لايتقبل أفکار ومبادئ نظرية ولاية الفقيه التي يستند النظام عليها فقط، بل وحتى إنه يطالب وبکل قوة بتغييرها بالقوة!
ومايجب ملاحظته هنا هو إن ماقد تمخض عن الانتفاضات الثلاثة أعلاه، دليل على إن الشعب الايراني قد أصبح في وادي والنظام الايراني في وادي آخر، وهذا التباين والانفصام بين الشعب وبين النظام، هو ماقد أدى في النتيجة وکنتاج لتراکمات کمية الى إنتفاضة نوعية في 16 سبتمبر2022، وهي الانتفاضة التي جسدت وبصورة واضحة جدا موقف الشعب الايراني الکاره والرافض للنظام والمطالب بإلحاح بإسقاطه.
الانتفاضات السابقة أتت کل واحدة منها کنتاج وکتداع لما سبقتها، لکن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، قد أتت کنتاج ومخاض ومحصلة نهائية للإنتفاضات الثلاثة من جهة، ولخط الاحداث والتطورات الجارية في ظل هذا النظام منذ قيامه.
الخط البياني الفاصل الذي رسمته إنتفاضة سبتمبر، هو خط ليس بإمکان النظام الايراني أبدا من محوه أو حتى تغييره، فهذه الانتفاضة التي جسدت موقفا نوعيا للشعب من النظام يرکز وبصورة قاطعة على الضرورة الملحة لإسقاطه ويرفض کل الخيارات والحلول السقيمة والمشلولة والترقيعية التي طرحها ويطرحها النظام من أجل ضمان إمساکه بزمام الامور.
الحديث عن إنتفاضة سبتمبر والانتفاضات الثلاثة التي سبقتها، نجد إن هناك مجموعة من القواسم المشترکة فيما بينها والتي يمکن تحدەدها بما يلي:
ـ جميعها تٶکد على رفض أفکار ومبادئ ومفاهيم نظام ولاية الفقيه وعدم تقبلها.
ـ جميعها تٶکد على إن لمنظمة مجاهدي خلق دور وتأثير وحضور نوعي في إندلاعها ورسم مساراتها.
ـ جميعها تٶکد على إن نظام ولاية الفقيه لايصلح کبرنامج سياسي ـ إقتصادي ـ فکري ـ إجتماعي للشعب الايراني.
ومن دون شك فإن أحد هذه القواسم المشترکة التي نرى من الضرورة التوقف عندها هي فيما يتعلق بالدور والتأثير والحضور النوعي لمنظمة مجاهدي خلق، حيث إن لهذه المنظمة التي أثبتت الاحداث والتطورات الجارية منذ تأسيس هذا النظام بأنها قد إبتلت بلائا حسنا في مواجهة هذا النظام وقيادة عملية الصراع ضده، دور أساسي في إذکاء روح الرفض والمقاومة والصراع ضد هذا النظام والتأکيد على إنه لايوجد من حل هناك لوضع حد لمعاناة الشعب الايراني إلا بإسقاط النظام، وهذا هو أساس وجوهر إنتفاضة سبتمبر.