الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بعد إندلاع إنتفاضة 16 سبتمبر 2022، والتي عرت النظام الايراني ووليه الفقيه أمام العالم کله وجعلته ينکشف على حقيقته البشعة جدا، خصوصا وإن هذه الانتفاضة قد أصابت النظام في الصميم ووضعته أمام الامر الواقع الى الحد الذي طفق فيه لإستجداء إبرام الاتفاقيات مع هذا الترف الاقليمي أو ذاك بحثا عن منفذ للخلاص، فإن قادة النظام بصورة عامة ورمزه الاکبر خامنئي، صاروا ەبحثون کعادتهم دائما عن مواضيع ومبررات من أجل التغطية على عارهم برفض الشعب وکراهيته الشديدة لهم وعزمه علب إسقاطهم، فإن خامنئي وبعد خطابه الذي ألقاه بمناسبة بدء السنة الايرانية الجديدة، قد ترك الموال الممل بخصوص العداء والصراع مع”الشيطان الاکبر” وحتى لم ينبس بخصوص ذلك ببنت شفة ووبات يتحدث عن الاقتصاد الذي تفتقت ذهنيته فعلم إن أکبر مشکلة يعانەها النظام تکمن في إقتصاده الکسيح!
خامنئي وبعد خطابه البائس الذي أشرنا إليه، والذي يبدو واضحا بأنه لم يکن له من أي صدى وتأثير بين أوساط الشعب الايراني، عاد من جديد لينبش في ذاکرته المثقلة بهموم نظامه الآيل للسقوط بحثا عن ثمة موضوع جديد من أجل أن يشغل به الشعب الايراني، ولم يجد أمامه من حديث سوى إجترار مواقف النظام السابقة بخصوص الدفاع الحجاب الاجباري ووصفه بالقيد الديني والشرعي والتشديد على إلزاميته بل وحتى إنه برر الممارسات القمعية الدموية خلال الانتفاضة من خلال ربطها بالحجاب وقتل أکثر من 700 متظاهر وإعتقال أکثر من 30 ألفا وأعدام عدد من المتظاهرين.
مشکلة الشعب الايراني ليست في الحجاب إطلاقا ولاسيما إدا ماإنتبهنا جيدا الى إن النساء اللائي شارکن في الانتفاضة کن محجبات وحتى في خارج إيران وبين أوساط الجاليات الايرانية المنتشرة في العالم فإن المحجبة وغير المحجبة يشارکن في التظاهر ضد النظام الرجعي القرووسطائي وهن بذلك يٶکدن بأنه ليس هناك مشکلة في الحجاب وإنما في طريقة تعامل النظام مع الحجاب وجعله مبررا ومسوغا لقمع النساء وإضطهادهن، مع إن الشعب الايراني قد أکد من خلال هذه الانتفاضة بأن المشکلة الحقيقية التي عانى ويعاني من جرائها ليست في الحجاب وحتى ليست في الاقتصاد وإنما المشکلة في النظام نفسه والذي هو سبب وأساس کل المساکل والمعاناة والمصائب التي نزلت على رأسه.
إسقاط النظام الذي صار المطلب الاساسي للشعب الايراني والذي غطى على قضية الحجاب خلال الانتفاضة المندلعة منذ 7 أشهر، تأکيد على إن الشعب الايراني صار يعي بأن الحل والطريق الوحيد أمامه هو في تغيير النظام جذريا ورفض الدکتاتورية الممقوتة بصيغتيها الدينية والملکية وتأسيس الجمهورية الديمقراطية التي تلبي وتحقق کل آماله وتطلعاته.