حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
بعد ما هز اسس ولاية الفقيه، القائمة على قمع المرأة بحجة الحجاب، وجود الايرانيات في المشهد السياسي، وحضورهن في قيادة الانتفاضة ،اصبح خامنئي وقادة نظامه یعتبرقضیة الحجاب لیس مسئلة دینیة فحسب، بل قضية امنية وسياسية بامتیاز.
لذلک دافع خامنئي عن فاشيته ومبررات قمعه للايرانيين، خلال لقائه الاخير مع قادة ووكلاء نظامه، وصف الحجاب بالقيد الديني والشرعي، حرّم خلعه، وشدد على الزاميته.
الحجاب في تفكير الولي الفقيه ذريعة للفاشية الدينية، يتم من خلاله قمع وخنق المرأة والمجتمع الإيراني، كان خميني مهتما منذ الايام الاولى برفع شعار “اما الحجاب او القمع” واخراج المرأة من دائرة الحياة السياسية والاجتماعية، لانه يعرف التهديد الذي تشكله الطاقات الثورية للمجتمع الإيراني، ولاسيما المرأة، على حكومته الرجعية.
وجد نفسه يومها في مواجهة مع مجاهدي خلق الذين رفضوا هذه الممارسة الرجعية، ودانوا الحجاب الإلزامي علناً باعتباره إجراءً معادياً للديمقراطية والإسلام، حين كان الولي الفقيه في ذروة شعبيته، وعلى رأس القيادة السارقة للثورة، واجه المجاهدون طروحات خميني برصيدهم الثوري والجماهيري، وعزيمة الثائر المسلم، المحبوب من قوى الثورة، والذي لا يمكن انكار ايمانه وتمسكه باسلامه، مما اغضب الولي الفقيه المخادع، واشعره بخطورة موقفه، كانت هذه المواجهة معلما من معالم حرب شاملة بين مجاهدي خلق واستبداد ولاية الفقيه وقمعه للحريات الفردية والديمقراطية، استمرت حتى يومنا هذا، واخذت مظهر إلصاق صفة المنافق بالمجاهدين.
ظل للحجاب استخداماته التكتيكية في المواجهة التي راح ضحيتها الالاف من المجاهدين، فلم تزل وسائل اعلام الملالي تتساءل عن سبب تأييد الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي لعدم ارتداء الحجاب، رغم ارتداءها له، ويتجاهلون في تساؤلاتهم قدرة المرأة المجاهدة، المسلمة، المؤمنة، المتمسكة بالحجاب على نزع أداة القمع والخنق التي يمثلها الحجاب من أيدي رجال الدين، والتأكيد على عدم وجود علاقة بين الاسلام وقمع المرأة بحجة الحجاب، والتشديد على انعدام مصداقية كل ما هو ضد الحرية والاختيار الحر للإنسان .
هز وجود الايرانيات في المشهد السياسي، وحضورهن في قيادة الانتفاضة اسس ولاية الفقيه، القائمة على قمع المرأة بحجة الحجاب، ولذلك لا يعتبر خامنئي وقادة نظامه الحجاب مسألة دينية وحسب، فهو قضية امنية وسياسية.
يفتح تخلي خامنئي عن الحجاب الإجباري ورضوخه لحق المرأة في حرية الملبس فجوة لا يمكن اصلاحها في ديكتاتوريته الدينية، لكنه لا يملك الشجاعة لتسيير دورية الارشاد مرة أخرى، واطلاق الشرارة التي تسرع في اشعال النار التي تحرق نظامه.
احدثت الانتفاضة الوطنية والثورة الديمقراطية تغييرات لا رجعة فيها على الصعيدين السياسي والاجتماعي، وعمقت الايرانيات تناقضات حكم الولي الفقيه، وتناقض الشعب الايراني مع النظام بتصدرهن الصفوف، واطلاقهن الهتافات الداعية للثورة، سواء كانت بحجاب او دون حجاب.