الحوار المتمدن-سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مع إستمرار الانتفاضة الشعبية الايرانية على الرغم من مزاعم النظام الواهية بشأن إخمادها، فإنها تلقي بظلالها القوية على الاوضاع المختلفة وتکشف ضعف وعجز النظام وتفضحه أکثر من أي وقت سابق، خصوصا وإن هناك إتفاق في الآراء بين المراقبين السياسيين المعنيين بالشأن الايراني من إن تدهور أوضاع النظام والخلل الکبير الذي يعاني منه بسبب الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 16 سبتمبر2022، يقف وراء لهاث هذا النظام وراء عقد الاتفاق مع السعودية وبلدان أخرى بالمنطقة کما إنها تقف أيضا وراء مساعي النظام للعودة لطاولة المعادثات النووية مجددا.
الملاحظة المهمة التي يجب أخذها بنظر الاهمية والاعتبار هي إنه مع تأثيرات وتداعيات الانتفاضات التي سبقت إنتفاضة سبتمبر2022، لکن أي واحدة منها لم ترقى في قوة تأثيرها على النظام داخليا وخارجيا کما جرى ويجري مع إنتفاضة سبتمبر2022، والتي سبق وإن أکدنا في مقالات سابقة لنا بأنها قد قلبت المسار العام للأوضاع في إيران بحيث لايمکن أبدا إجراء أي تطابق بين الاوضاع التي سبقت الانتفاضة وبين الاوضاع التي أعقبتها.
إنتفاضة سبتمبر 2022، هي التي فرضت على هذا النظام بأن يضطر رغما عنه للتوقيع على إتفاقيات مع بلدان المنطقة على الرغم من إنه يسعى لبسط نفوذه على معظمها وبشکل خاص السعودية، ولو ألقينا نظرة على العقود الاربعة المنصرمة لوجدنا بأن هذا النظام وفي ظل أسوء الاوضاع التي مرت به لم يبادر الى عقد هکدا إتفاقيات يتحدث فيها عن أمن وإستقرار بلدان المنطقة وعدم التدخل في شٶونها، وهذا يدل على إن النظام صار يشعر بخطورة وتهديد عليه وعلى أوضاعه لم يسبق له وإن واجه مثلها أبدا.
والذي يلفت النظر أکثر إن خامنئي في خطابه الذي ألقاه بمناسبة عيد النوروز لم يتطرق خامنئي إلى ذكر الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل بالاسم، أو توجيه إشارات سلبية ضدهما، أو هجاء المنظومة السياسية الغربية، مع ملاحظة إنه کان يحرص على ذلك خلال خطبه في مثل هذه المناسبة، ومن دون شك فإن ذلك يعود لأن الطابع السياسي للإنتفاضة والذي تکلل بالدور غير العادي لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق وصيرورتها عاملا محوريا في الانتفاضة في سائر أرجاء إيران، الى جانب إن هتاف “الموت للدکتاتور سواءا کان الشاه أم خامنئي”، قد رسم خطا سياسيا واضحا بشأن مايريده الشعب ويعتزم عليه من جمهورية ديمقراطية تفصل الدين عن السياسة وتٶمن بمبادئ حقوق الانسان والمرأة والتعايش السلمي مع بلدان المنطقة والعالم.