القيادات النسوية العالمية يدعمن الانتفاضة الايرانية
الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
مع إن الانتفاضة الشعبية الايرانية التي إندلعت في 16 سبتمبر2022، قد جسدت موقف الشعب الايراني بکافة شرائحه وطبقاته، لکن الذي لفت النظر أکثر هو الدور النسوي الفعال في هذه الانتفاضة والذي أصاب النظام الديني الاستبدادي بصدمة کبيرة لأنه عمل کل مابوسعه من أجل تهميش دور المرأة وإبعادها عن الحياة العامة من خلال تکبيلها بقيود القيم القرووسطائية التي يدعو إليها، وهذا الدور النسوي في الانتفاضة لفت أنظار العالم کله ولاسيما القيادات النسوية العالمية بالاضافة الى الاوساط والمحافل السياسية الدولية التي دعت وتدعو من أجل دعم وتإييد الانتفاضة الايرانية.
ماتعانية المرأة الايرانية على يد نظام ولاية الفقيه لاحدود لوصفه، فهو يسعى للتضييق عليها في کل مجالات الحياة ويتعامل معها بصفة کائن ثانوي، ولذلك فإن المرأة الايرانية بالاضافة الى ماتتحمله من مظالم وجور هذا النظام فإنها تتحمل ذلك الظلم الاضافي لالشئ إلا لکونها إمرأة وإن العالم کله صار يعلم بأن هذا النظام يعادي المرأة الايرانية ويکرهها، وإن هذه الحقيقة المرة وفي الالفية الثالثة بعد الميلاد، طفقت تلفت أنظار العالم کله لکونها مناقضة لأبسط القيم الانسانية وإنها تتعارض جملة وتفصيلا مع مبادئ حقوق الانسان.
هذا الظلم الکبير جدا الذي يمارسه النظام الايراني بحق المرأة، أثار ويثير غضب وسخط الاوساط النسوية العالمية التي تعلن على الدوام عن دعمها وتإييدها للنضال العادل الذي تخوضه المرأة الايرانية من أجل حقوقها ومن أجل حرية وحقوق الشعب الايراني أيضا، وبهذا السياق فإن القياديات اللواتي شاركن في مؤتمر “القيادة النسائية تضمن الديمقراطية والمساواة” الذي انعقد في بروكسل مؤخرا، بمناسبة يوم المرأة العالمي، أکدت على الدور المحوري والفعال للنساء في الانتفاضة التي تشهدها إيران، رفض الايرانيات لدكتاتوريتي الشاه والملالي، وادانة تسميم التلميذات في إيران.
وقد حثت المتحدثات خلال هذا المٶتمر، المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي على اتخاذ خطوات عملية جادة لدعم الانتفاضة الايرانية والاعتراف بحق المتظاهرين في مقاومة النظام الحاكم المعادي للمرأة، كما طالبوا بأن يتم تصنيف الحرس الثوري التابع لنظام الملالي كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
النظام الايراني الذي يعتقد بأنه ومن خلال نهجه القرووسطائي المعتمد أساسا على الممارسات القمعية والاعدامات من شأنه ليس قمع المرأة وتهميشها فقط بل وحتى قمع الشعب الايراني بکل شرائحه وجعله ينقاد إليه، ولکن أربعة إنتفاضات عارمة جسدت المرأة الايرانية دورا رياديا بارزا فيها، هو بحد ذاته تأکيد على إن هذا لايمکن أن يفلح أبدا وإن لامستقبل لهذا النظام سوى السقوط.