الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
أثارت وتثير الانتفاضة الشعبية الايرانية المندلعة منذ 16 سبتمبر2022، الکثير من الامور والمسائل المختلفة، لکن أهم مايمکن إستشفافه وإستخلاصه من هذه الانتفاضة، إنها أعلنت وعلى لسان المنتفضين بأن الشعب الايراني يريد جمهورية ديمقراطية ويرفض الدکتاتورية تحت أي مسمى وعنوان کان، ومن دون شك فإن الدرس الکبير الذي تعلمه الشعب من الذي قام به التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية بمصادرة الثورة من أصحابها الشرعيين وتحريف مبادئها وجعلها ذات صبغة دينية متطرفة، ولذلك فإن الشعب قد أصبح واعيا ولايمکن أن يسمح بتکرار هکذا شئ ولايسمح لأحد بأن يسرق منه إنتفاضته الشجاعة التي تمهد لجمهورية ديمراطية ترفض الدکتاتورية جملة وتفصيلا.
الانتفاضات الشعبية التي قام بها الشعب الايراني ضد نظام ولاية الفقيه على مر ال43 عاما المنصرمة والتي مسك ختامها إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي ستبقى مستمرة حتى إسقاط النظام وإلحاقه بسلفه نظام الشاه، وإن الشعب قد صمم على إجتثاث الدکتاتورية من إيران وبصورة نهائية ومن دون شك فإن مايقوم به أبن الشاه المخلوع من محاولات أقل مايقال عنها رخيصة ومثيرة للتقزز والاستهجان من أجل رکوب تيار الانتفاضة الشعبية الحالية وسعيه من أجل تصويرها بأنها من أجل العودة بإيران الى الدکتاتورية الملکية مجددا، إنما هي محاولات سقيمة لايمکن لها أن تتحقق أبدا لأن الشعب الايراني عندما إنتفض فإنه قد إنتفض من أجل الحرية والديمقراطية وليس من أجل العودة الى أحضان الدکتاتورية مرة أخرى.
الانتفاضة الشعبية الحالية والانتفاضات الثلاثة الاخرى التي سبقتها، قد قام بها الشعب بإلهام وتحفيز من منظمة مجاهدي خلق التي وقفت بکل شموخ واباء ضد نظام ولاية الفقيه وإعتبرته إمتدادا للدکتاتورية الملکية ولکن فقط بتغيير التاج وجعلها عمامة بدلا منه، وحتى إن الانتفاضة الحالية صار العالم کله يعلم دور وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق فيها، وإنه من المثير للسخرية أن يبادر دعيا کان للأمس يسرح ويمرح بأموال الشعب المسروقة للعمل من أجل مصادرة هذه الانتفاضة وسرقتها من أصحابها عنوة وفي وضح النهار، وقطعا فإن ماقد قام به خميني لايمکن لأبن الشاه أن يکرره أبدا.
لايمکن بأي حال من الاحوال أن نطخور بأن هناك ثمة فرق وإختلاف بين ماکان يحدث من تحرکات شعبية رافضة للنظام الملکي وبين مايحدث حاليا في ظل النظام الديني المتطرف من تحرکات شعبية رافضة للنظام، إذ أن هناك قاسم مشترك واضح بەنهما وهو رفض الدکتاتورية رفضا قاطعا، وإن المساعي الخبيثة والمسبوهة في نفس الوقت التي تسعى للتفريق بين الحالتين إنما هي مساع بائسة ومثيرة للسخرية والقرف، خصوصا وإن الشعب في داخل وخارج إيران قد هتف بأعلى صوته”الموت للظالم سواءا کان الشام أم خامنئي” و”الموت للدکتاتور سواءا کان الشاه أو الزعيم”.