القبس الكويتية-بغداد ـــــ نزار حاتم :عقب خروج القائمة العراقية من قبة البرلمان
احتجاجا على عدم ادراج «مجلس السياسات الاستراتيجية» على جدول اعمال الجلسة، ظلت الساحة العراقية في حالة ترقب، لا سيما في ظل تطمينات اميركية كانت اعطيت للدكتور علاوي في حسم هذا الموقع له مقابل المشاركة بالحكومة التي يقودها نوري المالكي.
مصادر عليمة أكدت لـ القبس أن السفارتين الأميركية والبريطانية باشرتا منذ انبثاق هذه الازمة اتصالاتهما مع الرموز السياسية المعنية بغية عقد اجتماع يضم كلا من رئيس الاقليم الكردستاني مسعود البرزاني والمالكي وعلاوي لمعالجة الموقف في الجلسة البرلمانية التي تلتئم اليوم.
وفيما استبعدت مصادر أخرى نجاح هذا المسعى، أشارت الى أن العراقية باتت تشعر أن موقفها أصبح قويا طالما أنها امتثلت للرغبة الأميركية في قبول المشاركة بالحكومة، وبالتالي فإن ما تصفه قائمة علاوي بالانقلاب على الاتفاق يتحمل مسؤوليته الجانب الأميركي والبرزاني.
آخرون ذكروا أن العراقية ستعطي مهلة لا تتجاوز ثلاثين يوما لانجاز موضوع «المجلس الوطني للسياسات» بكل تفاصيله وصلاحياته الدستورية، فيما يعتقد بعض المطلعين أن الاتفاق الشيعي ـــ الكردي أعطى نتائجه السريعة بدعم ايراني قد حال دون تحقيق الرغبة الأميركية مجددا في ابرام الشراكة المتوازنة، من خلال استحداث هذا المجلس، الذي قد لا يجد له ولادة حقيقية ترضي «العراقية»، لا سيما انها اثبتت هشاشة واضحة في المواقف قبيل التئام البرلمان، فقد التحق بعض اعضائها بركب التحالف الوطني، فيما يصعب على الاخرين من اعضاء القائمة الانسحاب عن مواقع اعطيت لهم.
وكما هو معلوم، فان المسعى الأميركي منذ البداية يهدف الى تقاسم السلطة بين علاوي والمالكي، وقد احبط من خلال انبثاق مشروع التحالف الوطني الذي دفعت به ايران الى الواجهة بقوة، وبالتالي لم تجد اميركا بدا من اللجوء الى خيار ثان يحقق الى حد ما تقاسما معقولا للسلطة، عبر اقناع علاوي باستحداث المجلس الوطني ليتولاه هو بنفسه وبصلاحيات كبيرة وقرارات ملزمة اذا ما حظيت بـ %80 من الأصوات، لكن الذي حصل امس الاول اعتبر كثيرون أنه التفاف آخر لاحباط مثل هذه الشراكة.
وعن الخيارات التي يمكن أن تلجأ اليها أميركا لمواجهة هذه الالتفافات، أكد معنيون لـ القبس أن الخيارات الأميركية أصبحت محدودة للغاية، كما أنها تفتقر الى الآليات الفاعلة في تغيير وجهة المسارات، لأنها لا تمتلك تأثيرات قوية داخل الكتل كما اثبتت المباحثات الماراثونية التي كانت سبقت الجلسة البرلمانية ذات الدقائق الاخيرة العاصفة، والتي شكلت مفاجأة صادمة للجانب الأميركي.