حدیث العالم -منى سالم الجبوري:
لم يقدم الشعب الايراني على الانتفاض بوجه النظام القائم في طهران إلا بعد أن تيقن تماما من إن هذا النظام يمثل أکبر عقبة کأداء أمامه وإن إستمراره أساس وسبب بلائه ومعاناته، والذي فاجأ النظام وصعقه هو إن هذه الانتفاضة شهدت وتشهد تعاونا وتنسيقا نوعيا بين الشعب وبين منظمة مجاهدي خلق لم نشهد من مثيل إلا خلال أيام الثورة الايرانية التي أسقطت نظام الشاه، وإن ماتقوم به وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق بهذا الصدد تعطي إنطباعا کاملا بأن اليوم يشبه البارحة تماما ولاسيما وإن نظام الشاه المباد لايختلف عن نظام ولاية الفقيه إلا في الشکل والصورة أما في الماهية والجوهر فإنهما کلاهما متشابهان بإعتبارهما نظامان ديکتاتوريان معاديان للشعب.
الحديث عن مساوئ هذا النظام الذي يغرق في فساد يزکم الانوف وقلما يوجد من نظير له، يلفت النظر بأنه لايقوم بمحاسبة نفسه على جرائم السرقة والنهب والاخطاء القاتلة في سياساته الخارجية والاقتصادية والاجتماعية التي جعلت إيران کلها في حالة يرثى لها وأوصلت الشعب الى أوضاع هي أسوأ ماتکون، بل إنه يحاسب الشعب ويسعى بکل مافي وسعه من أجل إلقاء تبعات الامور والاوضاع على عاتقه ويحمله نتيجة أخطائه، ومن دون شك فإن منظمة مجاهدي خلق التي تقف بالمرصاد لهذا النظام وتقوم بکشفه وفضحه ليس أمام الشعب الايراني فقط بل وأمام العالم کله، والملفت للنظر إن المنظمة التي تتابع تصرفات وأفعال النظام بکل دقة وتقوم برصدها وتوضيح مختلف الامور المتعلقة بها بما يثبت خيبتها وفشلها، والاهم من ذلك إن المنظمة قد أثبتت وبالدليل والمنطق إن هذا النظام لايوجد أي أمل من ورائه ولايمکنه أبدا أن يصبح کما يريد الشعب لأن النهج الذي يقوم عليه هو نهج يتعارض ليس مع مطالب الشعب الايراني فقط وإنما مع الخطوط العامة للمبادئ الإنسانية وللقيم الحضارية.
عدم تأقلم هذا النظام وإندماجه مع المجتمع الدولي ورفض ومعاداة التقدم والتطور کان ولايزال من أبرز السمات التي ميزت وتميز هذا النظام وتٶکد ماهيته ومعدنه الردئ، وإن رفض الاستجابة والانصياع لما يطالب به الشعب الايراني هذا النظام يعني وبکل وضوح إنه يقف ضد الشعب ويصر على محاربته طالما کان في الحکم وکيف لا وهو يقف بوجه إنتفاضة شعبية تعبر عن صوت وإرادة الشعب منذ 4 أشهر، وهذه هي الحقيقة الاساسية التي حذرت منها منظمة مجاهدي خلق على الدوام وأکدت عليها طوال الاعوام الماضية، ذلك إن هذا النظام کان وسيبقى على النقيض من الشعب ولايمکن أن يلتقي به، ومن هنا کانت المطالبة بإسقاطه وتغييره وإعتبار ذلك الحل الوحيد الذي لامناص منه أبدا ولاريب من إن الشعب الايراني وبعد تجربته المرة ل43 عاما مع هذا النظام قد توصل الى هذه الحقيقة وأدرك بأنه لاخيار له إلا إسقاط هذا النظام، وهذا ماسيقوم به فعلا في إنتفاضته.