الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
في غمرة تخبطـه وعجزه في مواجهة الانتفاضة الشعبية المندلعة بوجهه، يجد النظام الحاکم في طهران ومن جراء إصراره على السير في الطريق المعادي للحق والصواب، يدخل في المزيد من المتاهاة المظلمة على أمل أن يجد له سبيلا للخلاص، والمثير للسخرية إن هذا النظام الذي تعود أفکاره ومفاهيمه وقيمه التي يدعو إليها تعود للعصور الوسطى، يتصور بأن على العالم أن يتقبله ويتعايش مع أفکاره ومفاهيمه الرجعية الرثة هذه في حين يصر على البقاء في بوتقته القرووسطائية والاکثر سخرية من ذلك إنه يريد أن يفرض ذلك على العالم ذلك قسرا!
قيام النظام الايراني بإعدام الشابين الثائرين محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني، يمکن إعتبارب بمثابة وقاحة متناهية بل وحتى بمثابة تحد صلف منه بوجه القيم الانسانية والحضارية وإصرار على التمسك بذلك النهج القرووسطائي ودفع العالم للتعايش معه وتقبله، وبذلك فإن هذا النظام يثبت وبجلاء للعالم کله بأنه نظام غيڕ قابل للتغيير إطلاقا وإن کل من راهنوا على ذلك وأصروا عليه لم يکونوا في حقيقة أمرهم إلا باللاهثين خلف سراب بقيعة!
منذ أعوام طويلة وبشکل خاص بعد أن قام النظام بمسرحية الاعتدال والاصلاح، فإن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، قد أعلنت بأن هذا النظام لايمکن أن يتغير وأن کل من يتصور أو ينتظر ذلك وخصوصا من داخل النظام إنما ينتظر المستحيل، وأکدت بأن هذا النظام لايمکن أبدا أن يتخلى عن مفاهيمه وأفکاره القرووسطائية وإن الحديث عن إعادة تأهيله هو مجرد وهم وکذبة يخدع بها البعض أنفسهم، والاهم من ذلك إن السيدة رجوي، قد دعت وبقوة الى الکف عن سياسة مسايرة هذا النظام وإرضائه والتحاور والتفاوض معه لأن کل ذلك مضيعة وهدر للوقت وليس أي شئ آخر الى جانب أنه الوحيد المستفاد من کل ذلك في حين إن المتضرر الاکبر هو الشعب والمقاومة الايرانية وحتى العالم نفسه، واليوم وبعد أربعة أشهر من الانتفاضة الشعبية العارمة بوجهه، فإنه وفي ظل تزايد المطالب والدعوات الدولية الصادرة والتي تدعو هذا النظام للکف عن نهجه الدموي وإيقاف أحکام الاعدامات، فإن إصراره على العکس من ذلك يضع العالم أمام مسٶولياته وجها لوجه من أجل الوقوف بوجه هذا النظام ولعل أهمها ماکانت قد طالبت وتطالب به المقاومة الايرانية على مر العقود الاربعة المنصرمة.
مايقوم به هذا النظام القادم من العصور الوسطى من جرائم وممارسات قمعية لامثيل لها إلا في العصور الوسطى، الفقيه تدفع الرأي العام العالمي، المتفاعل بقوة مع انتفاضة الشعب الإيراني، الى تبني مطالبات المقاومة الإيرانية المستمرة منذ سنوات، والمتمثلة في الإقصاء الكامل لحكم الولي الفقيه عن المجتمع الدولي، ووقف الحوارات الجارية معه بحجة تقويم سلوكه البربري.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.