الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
سلسلة المساعي المتباينة التي قام بها الدکتاتور خامنئي من أجل تشديد قبضته على الاوضاع في إيران ودرء الاخطار والتهديدات المحدقة بالنظام وإبعاد شبح السقوط المخيم عليه، هذه المساعي التي من المفيد القول بأنها کانت آخر وأهم مافي جعبة خامنئي من أجل إنقاذ النظام، صار واضحا بأنها لم تحقق تلك الاهداف التي کان خامنئي ينتظرها من ورائها.
خامنئي وبعد أن واجه إنتفاضتين غاضبتين في أواخر عامي 2017 و2019، وبعد أن عرف من خلالهما بأن مشاعر السخط والغضب ضد النظام قد بلغت أوجها، فإنه ولکي يحتاط من حدوث إنتفاضات أخرى مماثلة فقد بادر الى تنصيب سفاح مجزرة صيف عام 1988، کرئيس للنظام وقام بإبعاد التيار الآخر أملا منه في هذا المسعى أن يمسك بزمام الامور ويحبط أي تحرك أو نشاط معاد للنظام، لکن رئيسي ومنذ بداية مجيئه واجه رفضا شعبيا عارما لسببين؛ الاول ماضيه الاجرامي الاسود الذي لايمکن للشعب الايراني أن ينساه، والثاني الاوضاع السيئة التي تفاقمت أکثر بعد تنصيبه، لکن الملاحظة إنه ومنذ تنصيبه قد حدثت أکثر من إنتفاضة بوجه النظام لکن لا النظام ولا خامنئي ولا رئيسي قد فهموا حقيقة وواقع مايجري وهو ماأدى في النتيجة الى الانتفاضة الشعبية الکبرى التي إندلعت في 16 أکتوبر2022، ولاتزال مستمرة والتي هي بمثابة رسالة واضحة المعالم للنظام عموما ولخامنئي خصوصا بأن اللعبة قد إنتهت ولم يعد بوسع النظام اللجوء الى المزيد من الاکاذيب والخدع للهروب للأمام.
فشل خامنئي في وضع حد للإنتفاضة الحالية التي تعتبر بمثابة أکبر خطر وتهديد بوجه النظام، يٶکد أمرين، الاول ضعف النظام وهزاله وعجزه وعدم جدوى ممارساته القمعية التي ضاق الشعب ذرعا بها، والثاني إن الانتفاضة الشعبية في طريقها لرسم معالم إيران مابعد هذا النظام والذي يثير قلق ومخاوف خامنئي ونظامه هو إن العالم قد طفق ينتبه للأوضاع الجارية في إيران وباتت الادانات تتوالى على النظام بسبب ممارساته القمعية وجرائمه وإنتهاکاته في مواجهة الانتفاضة بل وحتى الانتفاضة تکتسب تعاطفا وتإييدا دوليا متزايدا خصوصا وإن النشاطات والتحرکات الدبلوماسية للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية على الساحة الدولية باتت تٶتي ثمارها ولم تعد المقاومة الايرانية قوة سياسية ـ فکرية مٶثرة على صعيد الاوضاع الداخلية في إيران بل إن دورها على الصعيد الدولي أيضا صار يشار له بالبنان، وخلاصة الکلام، يبدو واضحا بأن خامنئي في مواجهته للأوضاع في البلاد قد وصل الى طريق مسدود ولم يعد أمامه من أي خيار سوى نفس ذلك الخيار الذي کان من قبله أمام سلفه الشاه!
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.