الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
عندما بادر النظام الايراني لتنفيذ حکم الاعدام الجائر الصادر بحق الشاب مجيد رضا رهنورد، أمام الملأ، فإنه قد أثبت من خلال ذلك مدى تزايد خوفه مما تخفيه له الايام القادمة، والذي لفت النظر إن هذا العمل الاجرامي الذي سبقه أيضا إعدام الشاب محسن شکاري، ليس لم يثير رعب الشعب الايراني بل وحتى قد رفع من غضب وحماس الشعب الايراني من حيث إصراره على الاستمرار في إنتفاضته التي يناضل فيها من أجل إسقاط النظام، لکن المثير للسخرية والتهکم، إن النظام وعندما تەقن بأن نتيجة جريمتيه بإعدام الشابين الشهيدين، فإنه وکما نقلت وکالة فارس المقربة من الحرس الثوري، فإن السلطات الايرانية قد أوقفت حکما بالاعدام بحق محتج جديد!
هذا التطور الجديد الذي يدل مرة أخرى على حالة القلق والتخبط في داخل أوساط النظام الحاکم، ومدى الخوف من آثار وتداعيات تنفيذ أحکام الاعدامات بحق المنتفضين، ويبدو واضحا بأن قادة النظام الديني الاستبدادي القروسطائي، طفقوا يستحضروا الى أذهانهم ماکان يحدث في الاشهر الاخيرة التي سبقت إسقاط سلفهم نظام الشاه، وإنهم قد رأوا کيف إن إزدياد وتصاعد الممارسات القمعية ضد الشعب أتت بنتائج معاکسة تماما وأدت في النتيجة الى إسقاط النظام فإن النظام بدأ يشعر بالخوف من الاستمرار في الاعدامات على أمل أن يٶدي ذلك الى تهدئة خاطر الشعب وعدم إغضابه أکثر.
لکن الملاحظة المهمة هنا والتي لايبدو إن النظام يرغب بفهمها وتقبلها وإستيعابها، هي إن النظام سواءا أن أعدم المنتفضين أو لم يعدمهم فإنه لايريد أبدا التوقف عن إنتفاضته لکن مع تطور مهم في حال إصرار النظام على ممارساته القمعية وقتله وإبادته للمحتجين، وهو إن الشعب يريد دما من النظام مقابل دماء المنتفضين وهو ماعبرت عنه السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية عندما قالت في کلمة لها تليت في مٶتمر بالکونغرس لامريکي في الثامن من ديسمبر الجاري:” لقد حان الوقت لكي يعترف مجلس الشيوخ الأمريكي بنضال الشعب الإيراني للإطاحة بالنظام وبالحق المشروع للشباب الإيراني في محاربة حرس الملالي.”، ذلك إن النظام الذي يصر على قمع وقتل وإبادة الشعب الايراني لابد من مواجهته والتعامل معه بنفس الاسلوب والمنطق، ذلك إن مواجهة إنتفاضة سلمية بالحديد والنار هو تصرف وحشي وبربري ليس له من مثيل إلا في العصور الوسطى، ولابد من أن يتم إجابته والتعامل معه بنفس الطريقة والاسلوب، وهذا ماسيحدث قطعا فيما لو أصر النظام على نهجه القرروسطائي بالقتل والابادة والاعدامات!