الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
يبدو واضحا بأن النظام الايراني لايريد أن ينظر للأحداث والتطورات المرتبطة بالانتفاضة الشعبية الايرانية من الزاوية الصحيحة، بل وحتى يصر على تجاهل تلك الزاوية والتعامل مع الانتفاضة من الزاوية الخاطئة لفهمه الديماغوجي لهذه الانتفاضة، وکمثال حي على ذلك فإن النظام وبعد قيامه بتنفيذ حکمه الاجرامي بإعدام المناضل من أجل الحرية محسن شکاري، لم يتعظ من ردود الفعل الداخلية والخارجية على جريمته بل وحتى إنه يخطط لإرتکاب المزيد من الجرائم الاخرى.
جهاز الحرس الثوري الذي يمکن وصفه باليد والوجه الحقيقي للنظام، يسعى من أجل الاستمرار بتنفيذ المزيد من قرارات إعدام مماثلة، وذلك ماقد تجلى واضحا فيما ذکرته صحيفة “جوان” التابعة للحرس الثوري في معرض دفاعها عن قرار إعدام محسن شکاري، حيث طالبت بإعدام 60 شخصا أو أكثر مقابل سقوط 60 عنصرا من قوات الأمن! والمثير للسخرية إن هذه الصحيفة التي تعکس وجهة نظر النظام من دون رتوش قد قالت وهي تصف ردود الفعل القوية على جريمة النظام بأن:” الضجيج الذي أثاره البعض، بعد إعدام شكاري أظهر أن إجراءات السلطة القضائية كانت صحيحة وتطابق المعايير القانونية” مضيفة “علينا أن ننتظر ونرى محاكمة ومعاقبة مثيري الشغب، لتعويض جزء من الخسائر التي ألحقها المتواطئون ضد إيران والإيرانيين”!
هذه الدعوة لإعدام المزيد من المعتقلين من المنتفضين، ولاسيما عندما تهدد هذه الصحيفة الناطقة بإسم جهاز الحرس الثوري القمعي المتظاهرين والمحتجين بإنزال المزيد من حالات عقوبة الإعدام قائلة إن أكثر من 60 عنصرا من قوات الأمن قتلوا في الاحتجاجات ولكل منهم “قاتل أو قتلة”، وکأنها تٶکد بأن محسن شکاري ليس آخر من يتم إعدامه بهذا الصدد، فإن ذلك يکشف للعلام کله عن الوجه الحقيقي لهذا النظام القادم من القرون الوسطى وکيف إنه يقوم بقتل شعبه بدم بارد أمام مرئى ومسمع العالم کله، وهو يٶکد بذلك إن دمويته وبطشه الذي جسده للعالم کله في صيف عام 1988، بإبادته لأکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، مستمرة على قدم وساق وإنه يصر على التمسك بهذا النهج الوحشي وعدم التخلي عنه.
هکذا نظام يتصرف بهذا النهج القرووسطائي مع شعبه، هو نظام غريب وطارئ على الانسانية والحضارة ولايجب أبدا التعامل معه حتى بمنطق التعامل مع الانظمة الديکتاتورية الاخرى في هذا العصر وهذا ليس دفاعا عن الانظمة الديکتاتورية وإنما توضيح بمدى قسوة وبطش ووحشية هذا النظام والذي يتطلب موقفا دوليا حازما وحتى إستثنائيا بدعم وتإييد إنتفاضة الشعب الايراني من خلال خارطة طريق تعينه على إسقاط هذا النظام وتحقيق التغيير المنشود في هذا البلد الذي يعيش منذ 43 عاما في ظل أسوء نظام ديکتاتوري في العصر الحديث.