الدكتور سنابرق زاهدي
مرت الإنتفاضة الإيرانية بعد تأجج شعلتها بظروف صعبة ودامية وتعرضت إلى المزيد من المؤامرات لتشويهها وتقزيمها وقد سعى النظام بالعديد من المحاولات الفاشلة للقضاء عليها سواء بالإحتيال والإحتواء أو بالدم والحديد والنار، أو من خلال تشويهها ووصفها بتمرد إنفصالي ليبرر قمعها كما فعل ويفعل الآن.
وبهذا الشأن يشير الدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قائلا إن الإنتفاضة الإيرانية إنتفاضة وطنية شاملة بكل معنى الكلمة ولا تتعلق بفئة أو قومية أو منطقة معينة مهما سعى النظام تشويهها، وقد أحيي الثوار وأحيينا معهم ذكرى قبل أيام قلائل ذكرى إنتفاضة نوفمبر 2019 المتزامنة مع الإنتفاضة الحالية وكلاهما امتداد متواصل للثورة الإيرانية، ويُستدل على ذلك من الشعارات الموحدة في جميع أنحاء البلاد في الجامعات وامدارس والشوارع، وقد الإنتفاضة من النضج أن يطالب الشعب بعدم وصفها الإنتفاضة فهي ثورة وقد باتت قاب قوسين أو أدنى من أهدافها.
وفي تتمة حديثه يقول الدكتور زاهدي موضحا: لقد اغتنم أبناء شعبنا مناسبة إحياء ذكرى شهداء إنتفاضة نوفمبر 2019 كفرصة للتصعيد من وتيرة الإنتفاضة الجارية وهو ما صعد بالمقابل وحشية وبربرية النظام، وأضاف لقد بلغت الإنتفاضة مرحلة نوعية كبيرة وصل تمددت فيها حتى المدن الصغيرة كمدينة خمين مدينة خميني مؤسس نظام الملالي وقد جرت فيها مظاهرات فيها تم إضرام النار ببيت خميني وتلك رمزية ورسالة هامة توضح أن الولاء بجمهورية ولي الفقيه قد مات في منبته.
ولقد مرت الإنتفاضة بحادثتين مختلفتين الأولى تتعلق بالمجزرة التي أمر بها خامنئي في سيستان وبلوشستان وراح ضحيتها أكثر من ألف شخص مما صعد بالأمور فسارع خامنئي بإرسال وفد من خاصته للتفاوض مع كبار الشخصيات في زاهدان لكن الوفد بدلا من أن يتفاوض ويعالج الجراح قام بالتهديد والوعيد كدأبه.
والحادثة الثانية كانت بمدينة ايذه بخوزستان حيث اطلق الحرس النارعلى أسرة تستقل سيارة فقتلوا أحد أطفال الأسرة واصابة الأب الذي توفي فيما بعد وقد حاول النظام إحتواء الأوضاع وقال أن داعش هي من ارتكبت هذه الجريمة لكن والدة الطفل نفت ذلك وهي على قبر إبنها وصرحت بحقيقة ما حدث أمام الجميع، وهذا الطفل اليوم رمزا من رموز الثورة الإيرانية.
من أهم ما تميزت به هذه الإنتفاضة هي أن أبناء الشعب الإيراني لم يتطرقوا في إنتفاضتهم إلى مآسيهم الحياتية اليومية بل ركزوا على إسقاط النظام كهدف مركزي أساسي لجميع مكونات الشعب الإيراني وهو ما يؤكد وحدة الشعب، ومما ميزها أيضا هو تنظيمها وثباتها ودور وحدات المقاومة فيها وبإعتراف النظام في أدبياته بأنه يواجه اليوم نفس الأحداث التي عاشها في ثمانينيات القرن الماضي ما يؤكد دور منظمة مجاهدي خلق ووحدات المقاومة التابعة كمحرك أساسي في هذه الإنتفاضة إلى جانب كافة قوى الشعب.
ويختتم قوله الإنتفاضة مستمرة حتى النصر.