صوت کوردستان – منى سالم الجبوري:
طوال 43 عاما من قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعمل وجهد مبرمج من أجل غرس أفکاره ومفاهيمه في عقول ونفوس الشعب الايراني عموما والاجيال الشابة منه خصوصا، وسعيه من أجل جعل هذه الافکار والمفاهيم هي السائدة لوحدها في داخل إيران من دون أي منافس لها خصوصا وإنه إتبع ويتبع سياسة قمعية إقصائية تجاه کل خالفه ويخالفه بهذا الصدد مع ملاحظة إن حصة الاسد من هذه السياسة القمعية الإقصائية کانت من نصيب مجاهدي خلق خصوصا عندما قامت الاخيرة بفضح النظام وکشف إنه يقوم بإستخدام وتوظيف الدين من أجل تحقيق أهدافه وغاياته وفرض ديکتاتوريته کأمر واقع على الشعب الايراني.
في سعيه الدٶوب من أجل ترسيخ أسس حکمه والتمويه على الشعب وخداعه، فإن هذا النظام سعى دائما لتصوير وإظهار رجال الدين الحاکمين والمستفيدين منه وکأنهم ملائکة في هيئة بشر وإنهم أناس زاهدين لايريدون شيئا من حطام الدنيا سوى خدمة الفقراء والمحرومين، لکن ومع مرور الايام وبعد أن رأى إن لجنة الموت الرباعية التي قامت بإبادة 30 ألف سجين سياسي في صيف عام 1988، کانوا کلهم رجال دين! بل وإن فتوى إبادة هٶلاء السجناء قد أصدرها کبيرهم خميني! ومع مرور الاعوام وبعد أن أصبحوا رجال الدين المنتفعين من النظام يشکلون طبقة بحد ذاتها تقوم الى جانب الفئات الطفيلية الاخرى المشابهة لها بإمتصاص دماء الشعب الايراني، فإنهم قد کشفوا على حقيقتهم وأزيح القناع عن وجههم البشع.
اليوم وفي خضم الانتفاضة الشعبية الجارية في إيران ضد النظام، فإن ثمة أمور صارت تحدث على الساحة الايرانية بحيث إنها باتت تفرض نفسها کظاهرات لايمکن تجاهلها، من هذه الظاهرات زيادة إقبال الشباب الايراني على الانتماء لمنظمة مجاهدي خلق ووصل الامر بالنظام من جراء حالة الخوف والهلع التي إنتابته من هذه الظاهرة الى أن يتوسل الى الشعب الايراني على لسان الحرس الثوري طالبا منه الابتعاد عن المنظمة!!
ظاهرة أخرى ملفتة للنظر وتتجلى في قيام الشباب الايراني الغاضب من النظام المتدثر برداء الدين بدفع العمامات من على رٶوس رجال الدين في الشوارع والازقات والساحات والاماکن العامة المختلفة حتى إن بعضا من رجال الدين وتحسبا من تعرض الشباب لهم، طفقوا يخرجون من دون وضع عمامة على رٶوسهم لکي لاتطير في الهواء فيما لو کانوا يعتمرونها، والحقيقة فإن هذه الظاهرة هي بمثابة رسالة واضحة من الشباب الايراني الى النظام مفادها إن الغطاء الدين لم يعد يتمکن من خداع أحد والتمويه عليه وإنه جاء اليوم الذي على رجال الدين الحاکمين في طهران أن يستعدوا طوعا أو کرها لترك السلطة!