حدیث العالم
الکاتب – موقع المجلس:
شهد القاصي و الداني في الآونة الاخیرة عمق استمرار وتجذر الانتفاضة الشعبية التي تشهدها ايران و انقسامات نظام الملالي، التي تظهر بوضوح مع اندفاع تيار لتشديد العقوبات على المنتفضين، وميل آخر لوقف الاحتجاجات، من خلال الحوار وبعض الاصلاحات.
کما شهدنا تجاوب رئيس السلطة القضائية محسني ايجئي مع مطالبة 272 عضو مجلس شورى بالاسراع في محاكمة المنتفضين، بحثه مجلس القضاء الأعلى على الحاق عقوبات رادعة بالمنتفضين، ولا سيما عناصرهم الأساسية، فيما أعلن المتحدث الرسمي باسم هذه السلطة صدور 1024 لائحة اتهام بحق المعتقلين، مهددا بالتعامل الحازم معهم، وكتب حسين شريعتمداري، في صحيفة كيهان الناطقة باسم خامنئي مقالة ابدى من خلالها نفاد صبره من انتشار القتل في الشوارع، ودعا لاطلاق النار على المشاغبين وتلقينهم درسا لا ينسوه.
وعلى الجانب الآخر مجموعات وعناصر لا تزال تدعو للحوار، من بينهم علي لاريجاني ورموز التيار المهمش وبعض المتنفذين، بمن فيهم رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف الداعي لاصلاح الحوكمة.
صرح المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي بهادري جهرمي بانه كان من السهولة السماح لقوات الشرطة باطلاق الرصاص الحربي في الأيام الأولى على أي شخص ينزل إلى الشارع، لكن الحكومة لم تفعل ذلك، لأنها تعتبر المتظاهرين أبناءها.
يثير التصريح التساؤلات لا سيما وان من السهولة على ابراهيم رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 اعطاء الاوامر بالقتل، يجيب جهرمي ضمنيا بأن “السياسات الاقتصادية الخاطئة للحكومة السابقة” سبب الاحتجاجات، ومراكمة اسباب حالة التفجر، الامر الذي يتناغم مع اعتراف حسيني مساعد إبراهيم رئيسي بوجود نواقص، تعهد باصلاحها، فيما خرجت الحوزات الدينية عن صمتها، مطالبة باحترام الكرامة الإنسانية لجميع شرائح الشعب، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين دون قيد أو شرط.
الواضح من خلال التطورات أن خامنئي لا يأبه بسماع نصائح ما يصفه بالمتساقطين “فاقدي البصيرة” في “محاربة الانتفاضة” ولا يتورع عن ارتكاب الفظائع مثلما فعله في انتفاضة نوفمبر 2019 لكنه يخشى التصميم على إسقاط النظام وانفجار البارود المتراكم بفعل اراقة الدماء مما يجبره على التسامح مع “المحتجين” وتهديد مثيري الشغب.
تظهر دعوة 272 عضوا في البرلمان لمحاكمة المنتفضين، تجاوب السلطة القضائية معهم، وتساؤلات شريعتمداري، فشل الملالي في هندسة قمع الانتفاضة، مما تسبب في تعميق وتوسيع الانقسام، الذي يكشف عن حالة يأس، من المتوقع تفاقمها مع استمرار الاحتجاجات في البلاد.