حدیث الیوم:
الکاتب – موقع المجلس:
يعبر المسار الذي سلكته شعارات الانتفاضة عن عمقها، ويدلل على تطورها، حيث بدأت منذ اليوم الأول بشعارات “الموت لخامنئي” و”سأخذ بثأر أختي”، وما زالت تركز على رأس النظام وإسقاط الحكم بأكمله، وتشير إلى الاصرار على الاستمرار في الطريق حتى النهاية.
تظهر شعارات ” سنقاتل حتى استعادة إيران”، “نحن رجال للقتال، نتحداك في الساحة” و”لم يعد هذا احتجاجًا، هذه هي الثورة” الجوهر الثوري والراديكالي للانتفاضة، مما دفع عضو مجلس الشورى الملا نبويان للاشارة الى عدم طرح مطالب اقتصادية او معيشية في التظاهرات رغم معاناة الايرانيين من مشاكل اقتصادية كثيرة، وسيأتي اليوم الذي يتحدث فيه نبويان وغيره من اوساط النظام عن اصرار الشعب على الإطاحة بنظام الولي الفقيه، عدم استعداده للتراجع عن هذا الهدف، رفضه خطاب الذين يتحدثون عن الحوار، ومحاولة حرف مسار الانتفاضة إلى هاوية الحراك المطلبي.
کما كرست انتفاضة الشعب الايراني عددا من الحقائق مع ما بلغته من تصعيد في يومها الاربعين، الذي صادف الاربعاء الماضي، حيث تحولت 63 مدينة ايرانية الى مسرح للغضب، وشاركت 65 جامعة في مختلف انحاء البلاد في التصعيد
كان منحنى الانتفاضة تصاعديًا بشكل مستمر، يتجه نحو التوسع، ليدلل على دقة التنظيم، واخفاق محاولات النظام لرصد القادة واعتقالهم، لابعادهم عن قاطرة الحركة، دون ادراك منه لقدرة الحالة الثورية على التجديد، وتحولها الى أرض خصبة لتوليد القادة، مع انضمام مدن جديدة والاف المقاتلين بشكل يومي.
تطورت أساليب المواجهة وتحسنت باستمرار، بدأ المنتفضون استخدام الحجارة واحراق اللافتات الاعلانية ومظاهر سيادة النظام، طوروا أساليبهم باستخدام المولوتوف وإشعال النار في المقار الحكومية، لاسيما مراكز ومؤسسات القمع، ومعاقبة الظالمين، ورغم استخدامه كل قواته القمعية، الشرطة والحرس والمخابرات، لم يستطع النظام إيقاف الانتفاضة، أو حتى إبطائها.
أثارت البسالة والشجاعة التي يبديها الثوار، الذين يقفون بأيديهم العارية ضد عناصر النظام المدججين بالسلاح ويجبرونهم على الفرار الإعجاب والثناء في جميع أنحاء العالم، ويدلل التصعيد الذي ظهر في اليوم الاربعين على قفزة اخرى في مسار الانتفاضة، تعد احدى ثمار التزام المنتفضين الراسخ بهدف إسقاط النظام.