الحوار المتمدن- سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
على خلفية الانتفاضة الحالية المندلعة ضد النظام الايراني وسيرها بإتجاه دخول أسبوعها الثالث، وعدم تمکن هذا النظام لحد الان من السيطرة عليها على الرغم من إستخدام النظام لمختلف الممارسات القمعية التي بادر إليها بل وحتى بعد إستخدامه للتظاهرات المضادة التي نظمها من الافراد التابعين له أجهزته القمعية، فإنه بدأت تصدر تصريحات تلفت الانتباه کثيرا ويمکن تفسيرها وحملها على العديد من التأويلات، نظير التصريح المثير الذي صدر عن أحمد وحيدي، وزير الداخلية والقائد الاسبق لفيلق القدس للتلفزيون الايراني.
وحيدي الذي يعتبر بمثابة اليد الرسمية للنظام من حيث السيطرة على الاوضاع وإستباب الامن، تحدث في تصريحه هذا وهو يتحدث عن الاوضاع الحالية المضطربة عن”مجموعات أو وحدات أو خلايا منظمة تذهب إلى مكان، تضرم النيران في أماكن، تدمرها وتتلفها، تتركها وشأنها، تذهب إلى مكان آخر وآخر، تقوم بنفس العمل، مما يظهر نوعا من التنظيم بين الخلايا التي تقوم بهذه الاعمال، والى جانبها هناك عدد كبير من الشباب الذين يتم تحفيزهم بشكل أكبر بواسطة الإنترنت والفضاء المجازي”، وإذا ماعلمنا بأن منظمة مجاهدي خلق الایرانیة هي التي تمتلك وحدات المقاومة في سائر أرجاء إيران وإنها تمارس نشاطاتها قبل إندلاع الانتفاضة، فإنه يتوضح لنا الجهة التي يعنيها وحيدي بتصريحه هذا.
تصريح وحيدي هذا الذي يمکن أخذه بمثابة إعتراف رسمي بدور وتأثير مجاهدي خلق في الانتفاضة الجارية ضد النظام، لم يکن التصريح اليتيم والوحيد بهذا الخصوص بل کانت هناك أيضا تصريحات تتناول بمنتهى الوضوح دور وتأثير المنظمة في الانتفاضة نظير تحذير عضو اللجنة الثقافية في مجلس الشورى أحمد راستينە الذي قال:” ان الناس يرون بوضوح دور مجاهدي خلق في خلق الفوضى التي تشهدها البلاد”، کما إن منابر الجمعة التابعة للنظام والتي يتم تقديم خطب رجال الدين فيها تحت أنظار وإرشاد النظام نفسه فقد أدلت بدلوها بهذا الشأن، حيث أکد رجل الدين نوري ممثل خامنئي في صلاة الجمعة في مدينة بجنورد في محافظة خراسان الشمالية على دور مجاهدي خلق، مشيرا الى مشاركة المنظمة فيما سماه ب”فتنة 1999، فتنة 2009، فتنة 2017، 2019″، في حين إن حسيني إمام الجمعة وممثل خامنئي في محافظة كوهكيلويه وبوير أحمد عن اعتقاده بأن “مصدر هذه الاضطرابات فتنة من أمريكا ومجاهدي خلق” وبنفس السياق فقد شدد عبادي زاده إمام الجمعة وممثل خامنئي في بندر عباس على ان “قادة الشغب هم مجاهدو خلق الذين يزعمون بحقوق الإنسان”، ولاريب من إن هذه التصريحات تأتي وتتوالى مع إستمرار الانتفاضة على الرغم من تمادي النظام في إستخدام کل مابوسعه، وإن السٶال الذي يطرح نفسه هنا بقوة هو: هل إن هذه التصريحات تأتي کتبرير للنظام أم إعتراف صريح بالعجز في مواجهة الانتفاضة؟
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.