حدیث العالم – سعاد عزيز:
مع إن الدول الغربية قد مدت يدع العون والمساعدة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سبيل إعادة تأهيله وإندماجه مع المجتمع الدولي من خلال سياسة المماشاة والمسايرة والاسترضاء، الى جانب ماقد مارسه النظام نفسه من خدع وطرق ملتوية عبر شعارات الاعتدال والاصلاح المزعومة، فإنه لم يثبت جدارته وکفائته بالاندماج ليس مع المجتمع الدولي فقط بل وحتى مع البلدان العربية والاسلامية التي ملأ الدنيا صخبا بشعاراته المزعومة بالدفاع عنها، ولذلك فقد بقي کجسم وکائن غريب عن بقين دول المنطقة والعالم، بل والاهم من ذلك کله إن الشعب الايراني نفسه نظر وينظر الى هذا النظام غريبا عنه ولايريد تقبله ويناضل من أجل تغييره.
النظام الايراني الذي سعى جاهدا من أجل فرض نفسه وحتى محاولته جعل نفسه أمرا واقعا وإنه قد جاء ليبقى، لکن لايبدو بأنه في إمکانه تحقيق ذلك، خصوصا في وجه معارضة الشعب الايراني له ووجود معارضة نشيطة وفعالة متمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يعبر عن کافة أطياف وشرائح ومکونات الشعب الايراني، ولاسيما وإن العالم بدأ ينظر لهذا المجلس وفي ضوء برنامجه السياسي الشامل لإيران المستقبل، بإعتباره بديلا جاهزا للنظام، والى جانب کل ذلك، فإن النظام يواجه عزلة دولية غير مسبوقة بسبب من سياساته المشبوهة وتصديره للتطرف والارهاب وسعيه لإمتلاك أسلحة الدمار السامل، فإن إحتمالات بقاءه وإستمراره صارت معدومة خصوصا وإن الشعب يهتف علنا بالسقوط له کما إن الشعار الرئيسي للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية هو إسقاط النظام.
في خضم الاوضاع الحالية في إيران والمحاولات الحثيثة للنظام من أجل البقاء والاستمرار، فإن السيد محمد محدثين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وخلال کلمة له في مؤتمر عقد في العاصمة الفرنسية لمناقشة “الإفلات من العقاب على الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية” في يوم السبت 10 سبتمبر الجاري، قال:” ننا في وضع، والنظام الذي نواجهه هو في وضع حرج. من جهة تقدمت المقاومة ومن جهة أخرى يواجه النظام أزمات كثيرة. في السنوات الأربع الماضية، كانت هناك انتفاضات واحتجاجات كثيرة هزت النظام، وتجذرت شعارات الموت لخامنئي والموت لرئيسي وليسقط مبدأ ولاية الفقيه في الأسس في المجتمع الإيراني، ولهذا يعيش النظام وضعا هشا للغاية.”وأضاف وهو يشير الى إستحالة بقاء وإستمرار النظام وعدم جدوى المعاولات الجارية بهذا الصدد بقوله:” حاولوا تثبيت النظام من خلال تعيين رئيس جديد وجعل الحكومة من طيف واحد ليصدوا الانهيارات والأزمات التي يعاني منها النظام، لكنهم لم يستطيعوا ولا يمكنهم ذلك لأن زمن هذا النظام قد ولى، أصبح أمر رحيله مسألة وقت.”